للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لولا بشير البشر بشرّنا لما … زار العيون وحقك الإغفاء

قد غم كل منافق ومداهن … وسرت إلى سرّائه الضراء

وتفطرت أكباد حسَّد نعمة … وتقطعت فزعًا لهم أمعاء

وتسربلوا بالخزي في دَرَك الشقا … ما تم فوق شقا الحسود شقاء

تجري الدما منهم على وجناتهم … فلذاك عين وجودهم عمياء

فطعامهم بعد النفائس أنفس … وشرابهم بعد الزُّلال دماء

ووجوههم مصفرّة مما بهم … وكذا تنفُّسهم هو الصعداء

ما بالهم يبغون سوأ للذي … بالجود منه تذهب الأسواء

ما بالهم يبغون غمًا للذي … بندى يديه تُخصَّب الأرجاء

يكفي الحسود بأن سحنة وجهه … بين الخلائق غمة سوداء

هل يستوي صبح وليل أليل … والدرّ ليس كمثله الحصباء

يا أكمل الرؤساء لا مستثنيًا … أحدًا إذا ما عدّت الرؤساء

يكفيك يا عين الأماجد والعلا … حمد ومدح رفعة وعلاء

قد أجمع العقلاء إنك أوحد … وسواك ياروح العلا غوغاء

لا رأى يلفي مثل رأيك صحة … منه استضاءت في الورى آراء

ما كل من ولي المناصب ماجد … كلا ولا كل الشموس ذكاء

ضاقت صدور بني المراتب بالذي … قد أودعوه وصدرك الدهناء

أنت الصباح لنا وغيرك عندنا … ليل وغرّة وجهك اللألاء

ولأنت في سعد السعود لدى المدى … والضدّ في وادي العنا عوّاء

غلبت طباعك كل طبع مائل … وتباعدت عن عرضك الأسواء

في الله لم تأخذك لومة لائم … كلا ولا مالت بك الأهواء

لك نعمة عند الورى خضراء … ويد لعفة كفها بيضاء

سدت الأنام بها بغير مشارك … والناس فيما دونها شركاء

بل سدتهم من كل وجه لا كمن … قد سوّدته بيننا الصفراء

<<  <  ج: ص:  >  >>