للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معدن العرفان والتحقيق، سبط الحسنين وصفوة الصديق، يهدي لكم وللأخوة وابن العم الشقيق مع دعاء ومدد مدى المدد بهما يتأبد التمكين ومولانا السيّد فضل الله العلمي أجل مخلص يهدي التحية، ودمتم ملاذًا للخائفين والطائفين والعاكفين.

أقبّل كفا طالما كفت الأذى … وقلدت الأعناق ما يوجب الشكرا

فلثمي لتلك الخمس كالخمس واجب … عليّ فصارت واجباتي بها عشرا

أقول بعد لثم راحة تناولت زهر الكواكب، ونابت عن الغيث، فسحت، وما شحت بخمس سحائب، يا مولاي المتطول بأياديه المتفضل بما غمرتني غواديه، المرتدي بأثواب الجلال، المبتدئ بالعطاء قبل السؤال، لم أستطع تمثيل حمدك ومدحك، ولم أطق وصف ذرة من أفضالك ومنحك، فلقد أتعرت مواردي ومناهلي، وحملتني من حقائب الجود ما أثقل كاهلي:

كم من يد بيضاء قد أسديتها … تثني إليك عنان كل وداد

شكر الإله صنائعًا أوليتها … سلكت من الأرواح في الأجساد

ولما تشرفت العيون بكريمكم المرسوم، وأوصلنا داعيكم ما به مرسوم، كل عن الشكر بناني ولساني، وأعلن بالأدعية المقبولة جناني، لأني كلما فرغت من شكر يد كثر مددها، وصلتها بأياد جزيلة أعد منها ولا أعددها، فلا تحدث لي بعدها زياده، وأرفق بعبدك، فقد ملك العجز قياده:

أنت الذي قلدتني نعمًا … أوهت قوى شكري فقد ضعفا

لا تسدينّ إلىّ عارفة … حتى أقوم بشكر ما سلفا

وما عسى مادحك أن يقول: يا من بهر بحسن مناقبه العقول، المتكلم يعجز عن وصفك يراعه، والبليغ يقصر عن حصر وصفك باعه، على أن كلًا لو استعار لسانًا، واتخذ الريح في نقل أخبارك ترجمانًا، أدركه الملال، ولم يصل إلى غايتك، وأعياه الكلال دون الوقوف عند نهايتك، فالله يتولى مكافأتك بما

<<  <  ج: ص:  >  >>