للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانا جميعا (١) بغداديين ذوي نعمة وأصحاب، ولكل واحد متعصّبون، فإذا حضر في عزاء، أو جمع حضر الناس لاستماع كلامهما، وكانا يتكلّمان في المسئلة عدّة نوب، لا يملّ المستمعون لهما.

وكان قرن أبي الحارث السرخسي أبو تمّام محمد بن الحسن القزويني، الذي صار مدرّس أصحاب الشافعي بـ "طبرستان"، وكان أبو سعد المتولي (٢) من الشافعية، وهو الذي جلس بعد الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في موضعة، يثني عليه كثيرا، حتى إنه لما أنكروا عليه جلوسه معه في موضع أبي إسحاق، وكان رتبه في موضعه مؤيد الملك أبو بكر عبد الله بن نظام الملك.

قال أبو سعد (٣): اعلموا أني لم أفرح في عمري إلا بشيئين: أحدهما أنني جئت من "وراء النهر"، ودخلت "سرخس"، وعليَّ أثواب أخلاق (٤)، لا تشبه ثياب أهل العلم، فحضرت مجلس أبي الحارث بن أبي الفضل، وجلست في أخريات أصحابه، فتكلّموا في مسئلة، فقلت، واعترضت، فكلما (٥) انتهيت في نوبتى أمرني أبو الحارث بالتقدّم، فتقدمت، ولما عادت نوبتى إليّ استدناني، وقرّبني، حتى جلست إلى جنبه، وقام لي، وأكرمني أصحابه،


(١) سقط من بعض النسخ.
(٢) في بعض النسخ: "التوني" خطأ.
وهو عبد الرحمن بن مأمون بن علي الشافعي، المتوفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، طبقات الشافعية الكبرى ٥: ١٠٦ - ١٠٨، وخبر توليه بعد الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في الترجمة.
(٣) في بعض النسخ: "أبو إسحاق" خطأ.
(٤) أي بالية.
(٥) أي بالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>