للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاستولى الفرح على قلبي، والثاني حين أهّلتُ للاستياذ (١) في موضع شيخنا أبي إسحاق، فذلك أوفى النعم، وأعظم المواهب والقسم، وغضب أبو الحسين القدوري على فقيه من أصحابه، وعلى أبي الحارث، فاسترضى الفقيه، ولم يسترض أبا الحارث.

وقال: إنه يعود بنفسه، فإن العلم يعيده.

فلما كان من الغد حضر المسجد (٢)، وجلس مكانه، وكان أبو الفضل ورد "بغداد"، ومعه ابنه أبو الحارث، فقصد أبا الحسين القدوري، وسلّم عليه. فقال له: في أيّ شيء وردت.

فقال: للحج.

قال: وذلك الفتى من هو؟

قال: ابني.

قال: ويصحبك، قال: لا، بل يصحب سيّدنا.

فقال القدوري للابن: انظر إلى أسباقي، فاختر منها درسا، ودرّس أثني عشر درسا. وقال: أيها تريد أن تشارك أصحابه.

فقال يسمعها سيّدى مني، فأعادها عليه جميعها، ولحقه الماليخوليا (٣) من كثرة إعادته، فأشار أهل الطبّ: يحمل إلى الشطوط، ويوقف على حلق الْمُشَعْوِذين (٤) والمحدّثين، ويخالط أرباب الهزل.


(١) في بعض النسخ "وكلما".
(٢) في بعض النسخ: "للاستناد"، وفي بعضها "للاستناد".
(٣) في بعض النسخ: "الماخوليا".
و"الماليخوليا" مرض يدلّ على تشوش الفكر، وسوء الخلق، وفساد الظنون، وكثرة التخيلات. تذكرة أولي الألباب ٣: ١٤٩.
(٤) في بعض النسخ: "المسعودي" خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>