وأخذ طريق الخلوتية عن الشيخ محمد العبّاسي الخلوتي، وأخذ بعض العلوم عن الشيخ محمود البصير الصالحي الدمشقي، وأخذ عن الشيخ عبد الحي العسكري الدمشقي، وأجاز له الشيخ يحيى الشاوي، والشيخ محمد بن سليمان المغربي، وأخذ بالحرمين الشريفين عن جماعة من علمائهما، منهم: الشيخ حسن العجيمي المكي، والشيخ أحمد النخلي المكي، والشيخ إبراهيم الخياري المدني حين ورد من "الشام" وغيرهم، ومهر، وبرع، وتفوق في فنون العلم، وفاق في صناعة الإنشاء البليغ ونظم الشعر، وظهر فضله.
وكان يكتب الخط الحسن العجيب، وألف مؤلفات حسنة بعد أن جاوز العشرين، منها:"الذيل على ريحانة الشيخ الخفاجي"، سماه "نفحة الريحانة"، و"رشحة طلاء الحانة"، و"التاريخ" لأهل القرن الحادي عشر، سماه "خلاصة الأثر في تراجم أهل القرن الحادي عشر"، ترجم فيه زهاء ستة آلاف، وهو مشهور، و"المعوّل عليه في المضاف والمضاف إليه والمثنى، الذي لا يكاد يتثنى"، و"قصد السبيل فيما في لغة العرب من الدخيل"، و"الدر المرصوف في الصفة والموصوف"، وكتب حصة على "ديوان المتنبي"، و"حاشية على القاموس"، سماها بـ "الناموس"، صادفته المنية قبل أن تكمل، و"كتاب أمالي"، و"ديوان شعر"، وغيرها من درر غرره، وتحائف فكره، ورحل لـ "الروم" ولـ "الديار الحجازية"، وناب في القضاء بـ "مكة"، ورحل لـ "الديار المصرية"، وناب في القضاء بـ "مصر"، وحج بيت الله الحرام، وولي تدريس المدرسة الأمينية بـ "دمشق"، وبقيت عليه إلى وفاته.
قال الشمس الغزي في كتابه "لطائف المنة": اجتمعت به مرتين في خدمة والدي، فإنه كان بينه وبين المترجم مودة أكيدة، وسمعت من فوائده وشعره، وكان قد أدركه الهرم بسبب استيلاء الأمراض عليه. انتهى.
قلت: وله شعر لطيف، وهو مشهور، أودع غالبه في "نفحته" و"تاريخه"، فلنذكر نبذة منه، فمن ذلك قوله: