راجعته في أزمة فكأنما … جردت منه على الزمان مهندا
ملك كريم كالنسيم لطافة … فإذا دجا خطب قسا وتمرّدا
أمواج إحسان أسرّة وجهه … لصديقه وسيوف بأس للعدا
كالبحر ينعم بالجواهر ساكنًا … كرمًا ويأتي بالعجائب مزبدا
يغنى من الأعمار إن غشي الوغى … ما لو حوى أفنى الزمان وخلدا
والهام تسجد خشية من سيفه … لما أبت أربابها أن تسجدا
لا تعجبوا إن لم يسل منهم دم … فالخوف قد أفنى النفوس وجمدا
وقوله في مدح "القسطنطينية" معارضًا أبيات الحريري في مدح "البصرة":
بلاد قد حوت كل الأماني … نبيت بها ونصبح في أمان
هي البلد الأمين فليس نخشى … بها ظلمًا سوى جور الغواني
حدائقها من الروضات حسنًا … هي الفردوس من بين الجنان
وبقعتها من الدنيا جميعًا … بمنزلة الربيع من الزمان
وكوثرها على الحصباء يجري … كذوب التبر سال على الجمان
إذا صدحت بلابلها أجابت … كواكبها بأنوار الحسان
ومن مقاطيعه قوله: وقد تعجّب منه بعض الأكابر في محفل، فقال بديها:
لئن أصبحت أدنى القوم سنا … فعدّ فضائلي لا يستطاع
كشطرنج ترى الألباب فيه … حيارى وهو رقعته ذراع
وقوله:
كلنا جرحى خطوب … ما لنا الدهر مريح
فلهذا لم يكن يو … جد شاميّ صحيح
ومن نفثاته البديعة قوله:
للقلب ما شاء الغرام … والجسم حصته السقام