للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

راجعته في أزمة فكأنما … جردت منه على الزمان مهندا

ملك كريم كالنسيم لطافة … فإذا دجا خطب قسا وتمرّدا

أمواج إحسان أسرّة وجهه … لصديقه وسيوف بأس للعدا

كالبحر ينعم بالجواهر ساكنًا … كرمًا ويأتي بالعجائب مزبدا

يغنى من الأعمار إن غشي الوغى … ما لو حوى أفنى الزمان وخلدا

والهام تسجد خشية من سيفه … لما أبت أربابها أن تسجدا

لا تعجبوا إن لم يسل منهم دم … فالخوف قد أفنى النفوس وجمدا

وقوله في مدح "القسطنطينية" معارضًا أبيات الحريري في مدح "البصرة":

بلاد قد حوت كل الأماني … نبيت بها ونصبح في أمان

هي البلد الأمين فليس نخشى … بها ظلمًا سوى جور الغواني

حدائقها من الروضات حسنًا … هي الفردوس من بين الجنان

وبقعتها من الدنيا جميعًا … بمنزلة الربيع من الزمان

وكوثرها على الحصباء يجري … كذوب التبر سال على الجمان

إذا صدحت بلابلها أجابت … كواكبها بأنوار الحسان

ومن مقاطيعه قوله: وقد تعجّب منه بعض الأكابر في محفل، فقال بديها:

لئن أصبحت أدنى القوم سنا … فعدّ فضائلي لا يستطاع

كشطرنج ترى الألباب فيه … حيارى وهو رقعته ذراع

وقوله:

كلنا جرحى خطوب … ما لنا الدهر مريح

فلهذا لم يكن يو … جد شاميّ صحيح

ومن نفثاته البديعة قوله:

للقلب ما شاء الغرام … والجسم حصته السقام

<<  <  ج: ص:  >  >>