ولصاحب الترجمة يرثى بعض الأعيان، وقد حبس، ثم قتل،
أسفي على بحر النوال ومن له … بأس الملوك وعفة الزهاد
لو أن بعض صفاته اقتسم الورى … لرأيت أدناهم كذي الأعواد
لم يجن ذنبًا غير أن زمانه … قد فوّض الأحكام للحسّاد
هابوه وهو مقيد في سجنه … وكذا السيوف تهاب في الأغماد
ذهب السرور بفقده فكأنما … أرواحنا غضبى على الأجساد
يا ثالث الحسنين عاجلك الردى … والحتف قد يسري إلى الأطواد
لك بالكواكب والسحائب أسوة … فاذهب كما ذهب السحاب الغادي
وذيل على البيتين الأولين، وأرسل ذلك إلى بعض المعزولين عن مناصبهم، فقال:
إن الأمير هو الذي … أضحى أميرًا يوم عزله
إن زال سلطان الولا … ية لم يزل سلطان عدله
والسيف عند الاحتيا … ج إليه يعرف فضل نصله
والحق ينفر تارة … ويعود معتذرا لأهله
والبدر يرجع ثانيًا … بعد الغروب إلى محله
والعقد ينثر كى ين … ظم ثانيًا جمعًا لشمله
والخلد موعد آدم … سيعودها أيضًا بأهله
لكن يكون مخلدًا … والشيء مرجعه لأصله
لا تأس من كرم الكري … م فثق برحمته وفضله
وله أيضًا:
ومقرطق لولا جفون جفونه … خلنا دم الوجنات من ألحاظه
وتكاد تقرأ من صفاء خدوده … ما مرّ تحت الخد من ألفاظه
وله غير ذلك من النظام والنثار، يمزري بكاسات العقار، وكانت وفاته في ثامن عشر جمادى الأولى، سنة إحدى عشرة ومائة وألف، ودفن بتربة