كان من أعيان العلماء الكبار، ذكره الخفاجي، فقال في حقه: صدر من صدور دهره، مخلط مزيل سابق في حلبة عصره، روض تجاذبت الأخبار أذيال فضائله، واهتزت أغصان الربى إذا حدث النسيم عن شمايله، تزينت بتاج ذكره هام الأيام، وتاهت به على سائر البلدان بقاع الشام، صدحت ورق فصاحته في ناديها، وسارت محاسنه رائحها وغاديها، وأثمرت أقلام الفتوى بشمس آفاق له ارتفعت، فيا لها من أغصان أثمرت من بعد ما قطعت، ونور فضله بادي لكل حاضر وبادي:
كالشمس في كبد السماء وضوءها … يغشي البلاد مشارقًا ومغاربا
قاله النجم في ترجمته: ولد بـ "حلب"، ونشأ بها، ولازم الرضى بن الحنبلي وغيره، ثم وصل إلى "دمشق" في سنة إحدى وستين وتسعمائة وتديرها، ورافق الشيخ إسماعيل النابلسي، والعماد الحنفي، والمنلا أسد، وطبقتهم في الاشتغال على العلاء بن العماد، والشيخ أبي الفتح الشبشيري، وغيرهما، وحضر دروس شيخ الإسلام الوالد، ورأيت في بعض مجاميع الطاراني أنه درس بعدة مدارس، ومات عن تدريس القصاعية والوعظ بالعمارتين: السليمانية، والسليمية، والبقعة بالجامع الأموي، وغير ذلك من الجهات والحوالي، وأفتى على مذهب الإمام أبي حنيفة.
وكان يدرس في "البيضاوي"، وأخذ عنه جمع كثير، منهم: التاج القطَّان، والحسن البوريني، والشمس الميداني، والشيخ عبد الرحمن العمادي، والشمس محمد الحادي، وغيرهم.
* راجع: خلاصة الأثر فى أعيان القرن الحادي عشر ٤: ١١٦ - ١٢٢.