للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال النسائي: لا بأس به.

قال السمعاني: كان فقيهًا فاضلًا، قتله أبو مسلم الخراساني بـ "مرو"، سنة إحدى وثلاثين ومائة.

قال ابن المبارك: لما بلغ أبا حنيفة قتلُ إبراهيم الصائغ بكى، حتى ظننا أنه سيموت، فخلوتُ به، فقال: كان والله رجلًا عاقلًا، ولقد كنتُ أخاف عليه هذا الأمر.

قلت: كيف كان سببه؟

قال: كان يقدم، ويسألنى، وكان شديد البذل لنفسه في طاعة الله تعالى، وكان شديد الورع، كنت رمما قدمت إليه بالشيء (١)، فيسألني عنه، ولا يرضاه، ولا يذوقه، وربما رضيه، فأكله.

فسألني عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر إلى أن اتفقنا على أنه فريضة من الله تعالى، فقال لي: مدّ يدك حتى أبايعك.

فأظلمت الدنيا بيني وبينه.

فقلت (٢): ولم؟

قال: دعاني إلى حقّ من حقوق الله تعالى، فامتنعت عليه، وقلت له: إن قام به رجل واحد قتل، ولم يصلح للناس أمرٌ، ولكن إن وجد أعوانًا صالحين، ورجلًا يرأس عليهم مأمونًا على دين الله، فنعم.

وكان يقتضي ذلك كلّما قدم عليّ تقاضي الغريم الملحُّ، فأقول: هذا أمر لا يصلح بواحد، ما أطاقته الأنبياء، حتى عقدت عليه من السماء، وهذه فريضة، ليستْ كالفرائض، يقوم بها الرجل وحده، وهذا متى أمر الرجل به


(١) في الجواهر: "بشيء".
(٢) القائل هو ابن المبارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>