عليه وسلم -: "سيّد الشهداء حمزة، ثم رجل قام إلى إمام جائر، فأمره، ونهاه، فقتله على ذلك".
وعن الحسن بن رشيد أيضًا، قال: دعا أبو مسلم الناس إلى البيعة، فدعا الصائغ، فقال له: بايع طوعًا غير كاره.
فقال الصائغ: لا، بل كرهًا غير طائع.
قال: فكيف بايعت لنصر بن سيّار؟ قال: إني لم أسأل عن ذلك، ولو سئلت لقلت.
وقال أحمد بن سيّار: وذكر يعمر بن بشر، قال: كتب إبراهيم الصائغ إلى أبي مسلم بكتاب، يأمره وينهاه، وذكر أنه كان بين أبي مسلم وبينه اجتماع أيام دعوته، وأن أبا مسلم وعده القيام بالحق، والذبّ عن الحرام أيام دولة بني أُمية؛ فلمّا ملك أبو مسلم، وبسط يده، دخل عليه إبراهيم الصائغ، فوعظه، ونهاه.
فقال أبو مسلم: يا إبراهيم! أين كنت عن نصر بن سيّار، وهو يتّخذ زلَاق الذهب للخمر، فيبعث بها إلى الوليد بن يزيد؟.
فقال إبراهيم: إني كنتُ معهم أخشى، وأنت وعدتَني أن تعمل بالحقّ، وتقيمه.
فكفّ عنه أبو مسلم، وكان إبراهيم يظهر مخالفته إياه، ومع ذلك لا يدع ما يمكنه.
تغمّده الله برحمته؛ فما كان أحبّه في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وروى ابن عسكر، بسنده عن علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، قال: لما قتل أبو مسلم إبراهيم الصائغ، فأحببتُ أن أراه في المنام، فرأيتُه، فقلتُ ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي مغفرة ليس بعدها مغفرة.