التي ألَّفها في صورة وقف اختلف الأجوبة فيها رادا على بعض المخالفين المستندين بمسئلة مذكورة في "المحيط البرهاني" أنه نقلها من "المحيط البرهاني"، وقد قال ابن أمير حاج في "شرح منية المصلي" أنه مفقود في ديارنا، وعلى تقدير أنه ظفر به دون أهل عصره لم يحل النقل منه، ولا الإفتاء عنه، صرح به في "فتح القدير" من كتاب القضاء أنه لا يحل النقل من الكتب الغريبة، وقد رأيت هذه العبارة بعينها وحروفها في "المحيط الرضوي"، فأخذها منه، ونسبها إلى البرهاني، ظنا منه أنه لا يطلع على كذبه أحد. انتهى. قلت: لقد أوحشتني هذه العبارات المختلفة من وجوه، أحدها: أنه يعلم من إفادة صاحب "الجواهر المضية"، وصاحب "المدينة"، وصاحب "القاموس" أن "المحيط الكبير" الذي هو نحو من أربعين مجلدا للسرخسي، وابن الحنائي يقول: أنه "المحيط البرهاني" لصاحب "الذخيرة" محمود بن أخي الصدر الشهيد، وثانيها أنه يعلم من كلامهم أن لرضي الدين أربع محيطات، ومن المعلوم أن لصاحب "الذخيرة" أيضا محيطا مشهورا بـ "المحيط البرهاني"، فيكون هو محيطا خامسا، وابن الحنائي يقول: إن له ثلاث محيطات، والرابع هو "المحيط البرهاني"، وثالثها أنه يعلم من كلام ابن أمير حاج أن المفقود في ديار "الشام" هو "المحيط البرهاني"، وكلام الفيروز آبادي صاحب "القاموس" يحكم بأن المفقود هو "المحيط الكبير الرضوي"، ورابعها: أنه ذكر القطب المكي ظنا أن صاحب "المحيط البرهاني" متأخرا قليلا عن صاحب "المحيط الرضوي" مع أنه ذكر هو وغيره أن صاحب "المحيط الرضوي" تلميذ للصدر الشهيد. ومن المعلوم أن صاحب "المحيط البرهاني" أيضا تلميذ لعمّه الصدر الشهيد، وقد ذكر في ديباجة "الذخيرة" الذي هو ملخَّص "المحيط" حسام الدين بلفظ الأستاذ، فيلزم أن يكونا متعاصرين، لا متقدما ومتأخرا، إلا أن يقال: مراده تأخر وفاة صاحب "المحيط البرهاني"، وخامسها: أن مفاد كلام جماعة أن