للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكَانَ المرحومِ يقْرَأْ الْقُرْآن، وَيسْأل الْفرج من الْملكِ الرَّحْمَن، فَمَا غرق إلا والمصحف على صَدره، أغرقهم الله فِي بحار رَحمته، وَجمع شملهم فِي حدائق جنته، وحلول البأس بِهَذِهِ الفئة سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسعمِائَة، وَقد مضى من عمره خَمْسُونَ سنة.

وَكَانَ رَحمَه الله من فحول عصره، وأكابر دهره، صَاحب تَحْقِيق وتدقيق، وتوفيق وتلفيق، قوي الجْنان، نَافِذ الْكَلَام، يلوح من جَبينه آثَار الْفَوْز والسعادة، يصرف أكثر أوقاته فِي مطالعة الْكتب وَالْعِبَادَة، وَكَانَ فِي طَرِيق الْحق من السيوف الصوارم، لَا يخَاف فِي الله لومة لائم، وَكَانَ ينظم الشّعْر الْمُحكم الْمُشْتَمل على نبذ من الحكم، وَقد ظَفرت بِهَذِهِ الأبيات الخليقة بالإثبات، وَقد قَالَهَا قبل مَوته بأيام على مَا نَقله بعض الأعلام:

أيا طَالبا مَالا وتزعم مَالِكًا … فَمَا لَك تَدْعُو للعواري بمالكا

قُم واشتغل كسب الْكَمَال فإنه … كمالك عِنْد الله لَيْسَ كمالكا

وناج بِذكر الله إنك باسمه … لناج من الأحزان فِي كل حالكا

إلهى ومولائي علمتك محسنا … جميلا فجاملني بِنور جمالكا

وجد نظرة وارفع حجاب هويتي … وَلَا تحرمني نفحة من وصالكا

أتيتك من كل الْوَسَائِل عَارِيا … وَلم أرك فِي هَذَا شقيا وهالكا

نِهَايَة آمالي لقاؤك مسرعا … فيا موصل المشتاق بلغ هنالكا

وعلق حَوَاشِي على "تفْسِير الْبَيْضَاوِيّ"، وعَلى "الْهِدَايَة"، و"العناية"، وَ"فتح الْقَدِير"، وَ"صدر الشَّرِيعَة"، وعَلى "شرح الْمِفْتَاح" للشريف، وعَلى "المطول"، إلا أن أكثرها فِي حَوَاشِي الْكتب، وَلم يَتَيَسَّر لَهُ الْجمع وَالتَّرْتِيب، ضاعف الله أجره إنه قريب مُجيب.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>