وَكَانَ المرحومِ يقْرَأْ الْقُرْآن، وَيسْأل الْفرج من الْملكِ الرَّحْمَن، فَمَا غرق إلا والمصحف على صَدره، أغرقهم الله فِي بحار رَحمته، وَجمع شملهم فِي حدائق جنته، وحلول البأس بِهَذِهِ الفئة سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسعمِائَة، وَقد مضى من عمره خَمْسُونَ سنة.
وَكَانَ رَحمَه الله من فحول عصره، وأكابر دهره، صَاحب تَحْقِيق وتدقيق، وتوفيق وتلفيق، قوي الجْنان، نَافِذ الْكَلَام، يلوح من جَبينه آثَار الْفَوْز والسعادة، يصرف أكثر أوقاته فِي مطالعة الْكتب وَالْعِبَادَة، وَكَانَ فِي طَرِيق الْحق من السيوف الصوارم، لَا يخَاف فِي الله لومة لائم، وَكَانَ ينظم الشّعْر الْمُحكم الْمُشْتَمل على نبذ من الحكم، وَقد ظَفرت بِهَذِهِ الأبيات الخليقة بالإثبات، وَقد قَالَهَا قبل مَوته بأيام على مَا نَقله بعض الأعلام: