للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسافر مع أبويه إلى "دولت آباد"، وهو ابن أربع سنوات واشتغل بالعلم على أبيه وجدّه مدّة، ورجع إلى "دهلى" مع أمّه وصنوه الحسين بن يوسف في السادس عشر من سنّه في سنة ستّ وثلائين وسبعمائة.

وكان والده توفي قبل ذلك بأربع سنين، "فلمّا دخل دار الملك أدرك بها الشيخ نصير الدين محمود الأودي، فأراد أن يلبس منه الخرقة، فأمره الشيخ بتكملة العلوم، فاشتغل بها.

وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا السيّد شرف الدين الكيتهلى، وبعضها على مولانا تاج الدين المقدّم.

ثم لازم دروس القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشمريحي الكندي، وقرأ عليه "الشمسية"، و"الصحائف"، و"مفتاح العلوم"، و"هداية الفقه"، و"أصول البزدوي"، و"الكشّاف"، وسائر الكتب الدرسيّة.

وبرز في الفضائل، وتأهّل للفتوى والتدريس، وجمع بين العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك، ووضع الله سبحانه له المحبّة في قلوب عباده لما اجتمع فيه من خصال الخير، فانقطع إلى شيخه نصير الدين محمود، وأخذ عنه، وبلغ رتبة الكمال في أقلّ مدّة، فاستخلصه الشيخ لنفسه، واستخلفه، وأجازه عامة تامة، فصار المرجوع إليه في علمى الرواية والدراية، وتهذيب النفوس، والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق.

وتولّى الشياخة بعد ما توفي شيخه سنة سبع وخمسين وسبعمائة.

وتزوّج بابنة الشيخ أحمد بن جمال الدين الحسيني المغربي، وله أربعون سنة.

ثم خرج من دار الملك "دهلي" في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانمائة في الفترة التيمورية، وذهب إلى "كُجْرات".

ثم إلى "دولة آباد"، فاستقدمه فيروز شاه البهمني إلى"كلبركه" سنة خمس عشرة وثمانمائة، فسكن به" يدرّس، ويفيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>