للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنا أذْهَبْ من هَذِه المملكة، وأجاور بِـ "مَكَّة" وأدى أمره إلى الاختلال عِنْد السُّلْطَان، فتحير الْوَزير.

ثمَّ أرسل إلى الْمولى الْمَذْكُور عشرَة آلَاف دِرْهم من مَاله باسم السُّلْطَان، وأنسي السُّلْطَان مَا أمره بِهِ من خُرُوج الْمولى الْمَذْكُور عَن مَمْلَكَته، وَمَعَ ذَلِك اعْتقد الْمولى الْمَذْكُور أن تَأخِير الجائِزَة وتقليلها من جهَة الْوَزير، وَوَقعت لذَلِك بَينهمَا وَحْشَة عَظِيمَة.

ثمَّ أن الْمولى جلال الدّين الدوَّاني أرسل كتابا إلى بعض أصدقائه ببلَاد الرّوم، وَهُوَ الْمولى الْمُفْتِي، وكتب فِي حَاشِيَته السَّلَام على الْمولى ابْن الخطِيب، وعَلى الْمولى خواجه زَاده، فَسمع الْمولى ابْن الخطِيب هَذَا الْكَلَام، فَطَلَبه مِنْهُ، وأرسله إلى الْوَزير الْمَزْبُور، فَقَالَ: إنه يعْتَقد فضل خواجه زَاده عَليّ، وأنا مفضل عَلَيْهِ بِبِلَاد الْعَجم، يدلّ عَلَيْهِ كتاب جلال الدّين الدوّاني، حَيْثُ قدمني عَلَيْهِ ذكرا، فَلَمَّا وصل الْكتاب إلى الْوَزير نظر فِيهِ، وَقَالَ: إنه سُؤال دوري، والتقديم فِي الذّكر لَا يسْتَلْزم التَقْدِيم فِي الْفضل، وَلَعَلَّ الْمولى ابْن الخطِيب لَا يعرف هَذِه المسئلة، وَبعد مُدَّة قَليلَة توفّي الْمولى الْمَزْبُور بتاريخ إحدى وَتِسْعمِائَة.

وَله من المصنفات حواش على "حَاشِيَة شرح التَّجْرِيد" للسَّيِّد الشريف، وَهِي متداولة بَين أرباب التدريس وَبَين الطّلبَة، وحواش على "حَاشِيَة الْكَشَّاف" للسَّيِّد الشريف أيضًا، وحواش على أوائل "شرح الْوِقَايَة" لصدر الشَّرِيعَة، كتبهَا بأمر السُّلْطَان بايزيدخان، وَلم يتُمهَا لعائق الزَّمَان، وَهُوَ أنه كَانَ لَهُ ابْنْ شَابْ فَاضل، حَتى إن أكثر النَّاس كَانُوا يرجّحونه على أبيه فِي الْفضل.

وَكَانَ مدرسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عَلَيْهِ رَحْمَة الله الْملك الْبَارِي، فَقتله بعض غلمانه،

<<  <  ج: ص:  >  >>