للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبعد ذلك درس شتي الكتب في سنين مختلفة، وأسند إليه تدريس المجلدين الأولين من "الهداية" سنة ١٣٩٩ هـ أول مرة، وبعد أن توفي الشيخ المفتي عبد العزيز وقع اختيار أعضاء إلمجلس الاستضارى لمظاهر العلوم عليه، فقلّدوه منصب مديرها، وذلك في ٥ صفر ١٤١٣ هـ، وبقى عليه إلى آخر حياته نحو ثلاث سنوات، بدأ المرض قبل وفاته بشهور، رلكن المرض لذلك الحين غير مرض خطر يدلّ على أن أجله قد اقترب، جاء إلى مكتب الرياسة كعادته يوم الثلثاء ٢٢ ذو الحجّة، فلم يبد عليه أثر من شدّة العلّة غير ضعف وتدهور واضحلال، قد حلّ به من ذي قبل، ابتدأ المرض يوم الخميس ٢٤ ذو الحجّة، فغاب عن وعيه، وأدكته الغشية وعلى إشارة الأطباء حمل إلى مدينة "ميرته" نفس اليوم، وعند الرجوع منها فاضت روحه في الطريق إلى مدينة "مظفر نغر" يوم الجمعة ٢٥ ذو الحجة ١٤١٥ هـ، فنقل جثمانه إلى "سهارنبور"، وصلى عليه الشيخ محمد عاقل في جامعة مظاهر العلوم في رحابها الموسّع، فدفن يحوار أبيه، إن الله ما أخذ، وله ما أعطي، كلّ شيء عنده إلى أجل مسمى.

تعزية مجلس شورى لمظاهر العلوم سهارنبور على رحلته:

قد توفي الشيخ محمد الله، مدير جامعة فظاهر العلوم يوم الجمعة ٢٥ ذو الحجة ١٤١٥ هـ، كان عالما كبيرا، جليلا، ذكيا، فطنا، بارعا، كثير العلاقة، وحسن الذوق بالأدب العربي والأردي جميعا، وكان من أبرز العُلماء وأشهر أبناء مظاهر العلوم، ومثيلا لذاته في جيد الصلاحية واللياقة في تولي الإدارة والنظارة، وفي مزاج البناء ومذاق التعمير.

كان يشابه أباه الشيخ أسعد الله لطافة في المزاج، ورقة ولينة في الطبع، وصفاء في الخيالات، ونقية في الأفكار، والاتجاهات، ويماثله مظهرا، حتى كأن النقش الثاني كالنقش الأول، قد حدّثت بوفاته ثلمة عظيمة في ظرف جامعة مظاهر العلوم، فجعله الله غريق رحمته، وأردى أخلافه رداء الصبر الجميل،

<<  <  ج: ص:  >  >>