ومحبّو التقاليد الباطلة، وحريصو العادات الجاهلية، فتدرع الشيخ بالصبر، وارتدى رداء الاستقامة والمثابرة، وفتح الله لخلقه وعياله أبواب الرشد والهداية، وتعلّق الناس جماعات بذيله، كما أقام المحاكم الشرعية في طول المنطقة القائمة بإصلاح العوام وبمعالجة خصوماتهم وقضاياهم فيما بينهم على ما تقتضي الشريعة الإسلامية، فقد تم بفضل ذلك التسوية، وفي الخصومات والمحاكمات بكلّ سهولة، التي تدور بينهم منذ سنين طويلة، وانطلاقا من ذلك قد أسّس الحكومة الاسلامية في بلدة "لتري" في "ديره غازي خان"، ونفذ القوانين الشرعية، وعقد التجمّعات الكبيرة، فأخذ من الناس الميثاق على أن يرفعوا محكماتهم إلى المحكم الشرعية من المحكم الحكومية، وأن لا يتعاملوا بالربا، وأن لا يرهنوا أراضيهم إلى غير المسلمين، وأن يسلموا ميراث أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم إليهنّ أو إلى من يستحقّونه، وأن يحافظوا على الصلاة والصوم والزكاة، وأن يروّجوا الحجاب في بيوتهم، فانقاد لهذا المرسوم الإسلامي كبار البلدة وسادتها ووجهائها، راضين به، وعاملين به، وأضيفوا إلى ما تقدم أن المجالس الشرعية أخذ تنعقد في المساجد، ويجري فصل في المحكمات والخصومات بطريق شرعي، فخمد الشعور بالهزم والغلبة فيها، وخافوا الله، واتقوا إلى حدّ دعوا أصحاب الحقوق، وقسموا الأموال مما تشتهيه الأنفس، مهما كان، وعمت المحبّية والمودّة وتوقير بعضهم بعضا، من كانوا أعداء لدادا صاروا إخوانا.
ومات مصابا بهيضة يوم ٢٥ صفر ١٣٤١ هـ، وهو في زهاء خمس وثلانين سنة من عمره، رحمه الله رحمة واسعة.
له مؤلّفة "استحكام الاحتجاج في إثبات كفر لمن اختار الرواج"، وهي مؤلّفة جامعة شاملة مؤيّدة بالأدلة، واسمه الثاني الوجيز "جشمه شريعت"