لم يكن في زمانه مثله في الذهن، والذكاء، وسرعة الخاطر، وقوة الحفظ.
ولد، ونشأ ببلدة "لكنو".
وقرأ بعض الكتب الدرسيّة على خاله العلامة كمال الدين الفتحبوري، وأكثرها على عمّ والده الشيخ الكبير نظام الدين الأنصاري السهالوي. ثم تصدّى للدرس والإفادة ببلدته. ولما ذهب مولانا عبد العلي بن نظام الدين اللكنوي إلى شاهجهانبور انتهت إليه الرياسة العلمية، وصار المرجع والمقصد في التدريس.
فدرّس بـ "لكنو" نحو عشرين سنة، وكان يتقرّب إلى أمراء الشيعة ليأمن غائلتهم، ولكنّ الله سبحانه لما قيض أن يخرج من بلدته كما خرج مولانا عبد العلي المذكور حدّث أمر عظيم خلافا لما دبره من الحكمة.
وبيان ذلك أن محمد كامل المنكلكوتي ومحمد شريف الدكني كانا ممن يحصلون العلم في مدرستيه، فاختلفا ذات يوم في أمر من الأمور، ورجع الاختلاف إلى المخاصمة، وسطا أحد على الآخر، فقال محمد شريف: نحن السادة المظلومون منكم السفيانيين أبا عن جدّ، فأجابه محمد كامل إنك عزوتني إلى أبي سفيان، كأنك شتمتني بأني من الشيعة، فانتهزوا الفرصة، ولما جنّ الليل هجموا على محمد كامل، فشبه لهم، فقتلوا خير الله الحسيني، ظنا منهم أنه محمد كامل، وقبضوا على محمد غوث، فلمّا علم أهل السنة أنهم قتلوا خير الله، وحبسوا محمد غوث اتفقوا على تخليصه، فأطلقوه من الأسر، وهجموا على تلك الفئة الطاغية، وحلفوا بالله سبحانه أنهم ما فعلوا ذلك تقية منهم، كما هو دأبهم، ثم اجتمعوا، وأمرهم القاضي غلام مصطفى الشيعي اللكنوي أن يهجموا على أهل السنة، وهم غافلون عن ذلك، فهجموا عليهم، وقتلوا محمد عطاء الحسيني.