ثم لما علم أهل السنّة ذلك اجتمعوا، وفرّقوهم، فدبّروا الحيلة لقتل الشيخ محمد حسن، فأشار عليه بنو أعمامه أن يذهب إلى "فيض آباد"، ويرفع القصّة إلى نواب شجاع الدولة أمير بلاد "أوده".
وكان شيعيا، فسافر محمد حسن، ومعه بنو أعمامه إلى "فيض آباد"، ولبثوا بها مدَّة، وأخفق سعيهم، فهاجر إلى "شاهجهانبور"، وكان حافظ الملك أمير تلك الناحية في تدبير الغزو على الهنود الطاغية، فلم يقدر أن يكفيه مؤنته، فسار إلى نواب ضابطه خان بن نجيب الدولة، فولّاه التدريس بمدرسة، أسّسها بـ"دار نكر"، فأقام بها زمانا، ودرّس، وأفاد بها.
ولما انقرضت دولة الأمير المذكور ذهب إلى "دهلي"، ودرّس بها مدّة، ثم جاء إلى "رامبور"، فأكرمه نواب فيض الله خان، فسكن بها، ولم يخرج من تلك البلدهّ مدّة حياته، كما في "رسالة لطبية"، و "أغصان الأنساب".
كان كثير الأزدواج، تزوّج بابنة الشيخ أحمد عبد الحق اللكنوي، ثم تزوّج بامرأة أحد من غير الأكفاء، ثم تزوّج بـ "صفي بور" في إحدى البيوتات الكريمات، ثم تزوّج بـ "رامبور" بامرأتين أفغانيتين.
وله من تلك الزوجات أولاد في "رامبور"، و "لكنو"، و "بنارس" وغيرها، كما في "الأغصان الأربعة".
ومن مصنّفاته: شرح بسيط على "سلّم العلم"، تلقّاه العُلماء بالقبول، ومنها: شرح على "مسلّم الثبوت" في الأصول، من أوله إلى آخر مبادي الأحكام، ومنها: حاشية على "شرح الهداية" للصدر الشيرازي، ومنها: حاشية على "الشمس البازعة" للجونبوري، وله شروح وحواش على "مير زاهد رساله"، و "مير متين" في المنطق، و "غاية العلوم" متن في العلوم الطبيعية إلى آخر ما يعمّ الأجسام.