للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شأنه، ولقبوه بالوهابي، نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهّاب النجدي، كما لقبوا تلك الفئة الصالحة بالوهّابية، مع أضم كانوا لا يعرفون نجدًا ولا صاحب نجد، بل هم بيت علم الحنفية، وقدوة الْملّة الْحنفية، وأصحاب النفوس الزكية، وأهل القلوب القدسية.

وبالْجملة فإن محمد بن حسين صاحب الترجمة مال في نهاية حاله إلى استماع الغناء والْمزامير، وحضور الأعراس، والقيام في مولد النبي صلى الله عليه وسلم، والقول بوحدة الوجود، وإفشائها على عامة الناس، والرقص والتواجد في أندية الغناء، والقول بإيمان فرعون، وغير ذلك من الأقوال والأفعال، واقتفى بها جدّه، ثم أقبل العامد على استماع الغناء والتواجد، فازداد البهاء في الأعراس ومحافل الْمولد، وأحدّث محفلًا في ليلة السابع والعشرين من رجب في كلّ عام بـ "إله آباد" بكل تزيين وتحسين، فاقتدى به الناس وروجوه في بلاد أخرى، وكان يفتخر بذلك ويقول: إني مبدع لذلك الْمحفل في "الْهند"، واقتصر في آخر أمره بتلك الأشغال، وترك التدريس، وصار كثير الأسفار، يرتحل تارة إلى "رودولي"، وتارة إلى "بيران كلير"، وتارة إلى "باك بتن"، وتارة إلى "أجمير"، وإلى "دهلي"، وإلى غير ذلك من البلاد، يدور على مزارات الأولياء.

ومع ذلك كان نادرةً من نوادر الدهر بصفاء الذهن وجودة القريحة، وسرعة الْخاطر وقوّة الْحفظ، وعذوبة التقرير، وحسن التحرير، وشرف الطبع وكرم الأخلاق، وبهاء الْمنظر وكمال الْمخبر، وحسن السيرة وحلم السريرة، كنت قرأت عليه في بداية حالي وأوّل رحلتي لطلب العلم طرفًا من "شرح كافية ابن الحاجب" للجامي، وشطرًا من "شرح تهذيب الْمنطق" لليزدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>