وكان موته عجيبًا، فإنه راح إلى "أجمير" أيام العرس، فعقد مرزًا نثار على بيك مجلسًا للسماع، فحضر ذلك الْمجلس بدعوته، وأمر الْمفتي أن يقول:
خشك تار وخشك جنك وخشك بوست
از كجا مي آيد اين آواز دوست
فأخذته الْحالة، فأمره أن يقول:
نى زتار ونى ز جنك ونى ز بوست
خود بخود مي آيد اين آواز دوست
ثم أمره أن يتغنى بأبيات الشيخ عبد القدوس الكنكوهي أولها:
آستين بر رو كشيدي همجو مكّار آمدي
باخودي خود در تماشا سوئى بازار آمدي
وكان يفسر الأبيات حتى قال الْمغني:
كفت قدوسي فقيري در فنا ودر بقا
خود بود آزاد بودي خود كرفتار آمدي
فقال: إن الفناء والبقاء كليهما من شؤون التنزيه، فكرر الْمغني ذلك البيت، فقال: ورد علم جديد، خود بخود آزاد، قال: وأشار إلى نفسه، وكرّر ثلاث مرات، ثم أطرق رأسه، فحمله الشيخ واجد علي السنديلوي أحد المشايخ، ولم يلبث إلّا قليلا، وطارت روحه من الجسد، وكان ذلك يوم الاثنين لثمان خلون من رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثماثة وألف.