للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطنة بأجمعهم، وَلم يتْركهُ الْمولى خسرو، فَقَالَ لَهُ السُّلْطَانْ مُحَمَّد خَان: اذْهَبْ أنس أيضًا مَعَهم، فَقَالَ: لَا أذهب، إن من المروءة أن يُشَارك الرجل صَاحبه فِي الدولة والعزل.

فَأَحبَّهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان لهَذَا الْكَلَام محبَّة عَظِيمَة، حَتَّى أكرمه فِي أَيَّام سلطنته الثَّانِيَة إكراما عَظِيما، وَعين لَهُ مناصب عالية، وعاش فِي أبهة وجلالة، وَهُوَ مُحَمَّد بن قرامرز كَانَ وَالِده من أُمَرَاء التراكمة، وَكَانَ هُوَ رومي الأصل، ثمَّ أسْلَمْ، وَكَانَ لَهُ بنت زَوَّجهَا من أَمِير آخر، يُسمى بخسرو، وَابْنه محمَّد كَانَ فِي حجر خسرو بعد وَفَاة أبيه، فاشتهر بِأَخ زَوْجَة خسرو، ثمَّ غلب عَلَيْهِ اسْم خسرو، وأخذ الْعُلُوم عَن مَوْلَانَا برهَان الدّين حيدر الْهَرَوِيّ الْمُفْتِي فِي الْبِلَاد الرومية.

ثمَّ صَار مدرسا بِمَدِينَة "أدرنه" فِي مدرسة، يُقَال لَهَا: مدرسة شاه ملك، وَكَانَ لَهُ أخ مدرس بِالْمَدْرَسَةِ الحلبية، وَكَانَ جدّي يقْرَأ عِنْده، وَلما توفّي هُوَ هُنَاكَ أرسل الْمولى خسرو جدّي المرحوم إلى الْمولى يُوسُف بالي ابْن الْمولى شمس الدّين الْغِفَارِيّ، وَهُوَ مدرّس وقتئذ فِي مدرسة السُّلْطَان مُحَمَّد خَان بِمَدِينَة "بروسه"، ثمَّ إن الْمولى خسرو كتب فِي الْمدرسَة المزبورة حَوَاشِي على "المطوَّل"، وَاتَّفقَ أن جَاءَ السَّيِّد أحْمَد القريمي، وأرسل حَوَاشِيه إليه لينْظر فِيهَا، فَكتب هُوَ على حَاشِيَة تِلْكَ الحوَاشِي كَلِمَات، يرد فِيهَا على الْمولى خسرو، فَصنعَ الْمولى خسرو طَعَاما، ودعا الْمولى القريمي إلى بَيته للضيافة، وَجع عُلَمَاء بَلَده أيضًا.

ثمَّ أحضر حَوَاشِيه، وَقرر كَلِمَات الْمولى القريمي، وَقرر أجوبته عَنْهَا، فَسلَّم الْمولى القريمي أجوبته بِمحضر من الْعلَمَاء، وَاعْتذر عَمَّا فعله، ثمَّ إن الْمولى خسرو صَار مدرسا بمدرسة أخيه بعد وَفَاته، ثمَّ صَار قَاضِيا بالعسكر الْمَنْصُور.

<<  <  ج: ص:  >  >>