الطريقة القلندرية والمدارية الفردوسية عن الشيخ عبد القدّوس ابن عبد السّلام الجونبوري، ومن مشايخ آخرين.
وكان اشتغل بالدرس والإفادة مدّة طويلة، ثم تركه، واكتفى بمطالعة كتب الحقالًق، لا سيّما مصنّفات الشيخ محي الدين بن عربي، وكان يحمل عبارات الشيخ التي هي محلّ الطعن على محامل حسنة، وكان يحترز عن الاختلاط بالأمراء والأغنياء.
ولما بلغ صيت كماله إلى شاهجهان بن جهانغير الدهلوي سلطان الهند رغب في لقائه، وأرسل إليه كتابا في طلبه، فأبى أن يخرج من زاويته، واستمرّ على ذلك، حتى لقي الله تعالى في حالة عجيبة، حيث فرغ عن سنة الفجر، وشرع في الفرض، فاجاب داعي الحقّ وقت التحريمة.
ومن مختاراته: أنه كان يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الصلوات السرّية، وكان يضطجع ما بين سنة الفجر وفرضه على مذهب الشيخ الأكبر، وكان أوصى أبناءه قبل موته أن لا يناط العمامة على رأسه عند التكفين، ولا يذبح الأنعام، ولا يطبخ اللحم في طعام يطبخ لإيصال الثواب له، ولا يعزى له أكثر من ثلاثة أيام، ويصنع قبره من الطين فلا يجصّص.
ومن مصنفاته:"الرشيدية" في فنّ المناظرة، وهي أشهر مصنّفاته، تلقّاها العُلماء بالقبول تعليقًا وتدريسا.
وله "شرح هداية الحكمة"، وشرح على "أسرار المخلوقات" للشيخ الأكبر، وله "خلاصة النحو" بالعربية، و "زاد السالكين"، و "مقصود الطالبين"، كلا بها بالفارسية، وله ديوان شعر، وله غير ذلك من المصنّفات، وقد جمع ملفوظاته الشيخ نصرت جمال الملتاني في "كنج رشيدي"، وجمعها مودود بن محمد حسين الجونبوري أيضًا.