المزجاجي، والشيخ محمد طاهر سنبل، والمفتي عبد الملك القلعي، والشيخ صالح بن محمد العمري الفلاني. وكان أكثر مقام الشيخ بـ "زبيد"، دارة بـ "اليمن" معروفة، حتى عدّ من أهلها، ودخل "صنعاء اليمن"، فألقى بها رحله، ولبث فيهم برهة من عمره يتطبب لإمامهم.
وتزوّج بنت وزيره، وذهب مرة بطريق السفارة من قبل إمام "صنعاء" إلى "مصر" بهدية منه، أرسلها على يديه إلى واليها، وكان هذا هو سبب المعرفة بينه وبين والي "مصر" ووقوفه على بعض فضله وإشرافه على شيء من عظم شأنه.
وكان شديد التحنّن إلى ربوع طابة، عظيم التشوّق إلى شذاها، فجاء مرّة ليلقى بها جرانا، ويتخذ من أهلها جبرانا، فنزل فيهم يحبوهم، وينحلهم مما أعطاه الله سبحانه، ويقوم الأود منهم بنصحه ويسد الثلمة منه بوعظه، فكان الناس نقموا منه هذه الخصلة، فقاموا عليه، وكالبوه، ورموه عن قوس واحدة، فقوض خباءه من فنائهم، وارتحل إلى حيث وجهه مولاه، وأشدّ من ذلك بلاءا ما أبلاه الله به في الحديدة، وذلك أنه حين كان بها أمر قاضيها السيّد حسين بن علي الحازمي، وكان يشايع الزيدية بعد ما خاف الشريف محمود بن محمد على أهل نجد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف أن يزيد أهلها قول "حى على خير العمل" في ندائهم للصلوات، ويدعوا ما توارثوه من السلف في أذان الفجر من قولهم "الصلاة خير من النوم، فإنه كان يراها بدعة، إنما أحدّثها عمر رضى الله عنه في إمرته، ولما رأى القاضي من امتناع الناس من ذلك الذي كان يسوله، ويدعوهم إليه اشتدّ باطله فسطا على الناس وحبس أربعين نفسا من الحنفية، الذين كانوا بها مكبولين في قيود من حديد، وكان الشيخ ممن حبسهم، وقيّدهم، فلم يقصر من عدوانه عليه دون أن زاده أذي، فجعل في رقبته ورقاب من يلوذ به من خويصة أهله أغلالا،