١٢٣٢ هـ، ورجع، وأخبرنا باندراس العلم في الديار المصرية، وأنه لم يبق إلا التقليد أو التصوّف. انتهى.
وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في "اليانع الجني": إنه كان من أحسن الناس هديا وسمتا في زمانه، خلف من مصنّفاته كتبا مبسوطة ومختصرة نافعة مفيدة، فمنها: كتابه "المواهب اللطيفة على مسند الإمام أبي حنيفة"، اقتصر فيه على رواية الحصكفي، ومنها: كتابه "طوالع الأنوار على الدرّ المختار" حافل جدّا، استوفى فيه غالب فروع مذهب أصحابه، واستوعب مسائل "الواقعات" و"الفتاوى"، ومنها: كتابه شرح "تيسير الوصول" لابن الديبع الحافظ الشيباني، بلغ منه إلى كتاب الحدود من حرف الحاء، وله كتاب مبسوط في الأسانيد المسمّى بـ "حصر الشارد في أسانيد محمد عابد"، أتمه في بندر "مخا" في شهر رجب سنة ١٢٤٠ هـ.
وقيل له شرح على "بلوغ المرام" لابن حجر الحافظ العسقلاني، غير أنه لم يكمله، ومن صالحاته الباقيات ما وقفه من كتبه المستجادات من سائر الفنون، وهى على كثرتها نزهة لعيون الناظرين، قد نفع الله بها كثيرا ممن أراده بالنفع. انتهى.
وله أبيات رائقة رقيقة، منها قوله مخمسا أبيات بعض أئمة اليمن نقلتها عن "بحر النفائس":
يا من يحل وشاق أرباب الهوي … أشجي فؤادي ما لقيت من الجوى.
وحشاشة ذابت وصبري قد هوى … وحمامة غنت على فنن اللوى.
فغدا يسيل دمي من الآماق.
يا ما أحيلاه بعي زمرد … باتت تجس عليه كلّ ملذذ.
وتميس عجبا فوقه بتلذذ … تشدو وقد خلصت من القفص الذي.