مكث فضيلته في الجامعة أربعين سنة، فدرس خلال هذه المدة المديدة كتب النحو والصرف رالبلاغة والمنطق والفلسفة والأدب والفقه والحديث والتفسير، وغيرها من العلوم والفنون، لا سيما "مقامات الحريري"، و"سلم العلوم"، و "ملا حسن"، و "شرح العقائد" للإمام النسفي، و "حاشية العلامة الخيالي" على شرح العقائد، و "مشكاة المصابيح"، و "السن" للإمام ابن ماجه، وغيرها من الكتب.
وكان متمسكا بالغ والتقوي في شورن المدرسة، ولا سيّما الساعات الدراسية، فكان يحذر كثيرا شغل ما في شؤون غير مدرسة، وكان كثير التواضع ونكرات الذات وسذاجة الطبع والمزاج، رجلًا صالحا متحفظا بسلوكه، ساذج الملبس والمأكل والمشرب، وكان شديد البغض والنفور من التكبر والخيلاء والغيبة، وغيرها من السيئات، يتعلق قليه بالمصجد والمدرسة تعلقا أكثر من غيرهما.
وكان عالما بارعا للغاية، معروف الذكاء والفطنة، وكان مقبلا على التدريس والتعليم بقلبه وقالبه في الساعات الدراسية وخارجها، ولأجل ذلك فكان القائمون على أمور الجامعة وطلابها جميعا راضين به دائما، وإنه نشيط للغاية، يتملك فطنة وذكاوة، وله رغبة أكيدة في التدريس، وماهر في الكتب المتداوله.
قد تكرم الله عليه بالمحامد رالمحاسن وأحسن الأخلاق والتواضع ونكران الذات والسماعة والسخاوة وصلة الرحم والعطف والرحمة على الخلق، كما أردعه نصرة الحق وحبه ومقالته.
بايع في الطريقه والسلوك على يد العلامة الشماه عبد الوهَّاب، المدير الأعلى سابقا للجامعة الأهلية دار العلوم مَعين الإسلام هاتهزاري، واهتم، وعُنِي بالأذكار والأوراد على ما لقّنه شيخه، وانشغل منزريا ومنعزلا ومطمئنا ومجتازا لمراحل السلوك والإحسان والتزكية، بعد مدّة