وبايعه خلق لا يحصون بحدّ وعدّ، وقد قدر بعض الناس أن عدد من بايعه يبلغ إلى أربعمائة ألف، وتغيّرت أخلاق الناس، وصلحت أحوالهم، وقد غلب عليه الحبّ والاستغراق في آخر حياته، وقوي تأثيره، وانتشرت بركته.
كان مولانا محمد على عالما ربَّانيا، ومصلحا كبيرا، صاحب جذبة إلهية ونسبة قوية، أثنى عليه شيخه مولانا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي ثناء بالغا، وقال: إن روحه من بقية أرواح المتقدّمين، وإن أمثاله قليلة في كلّ عصر.
وكان من العُلماء المطلعين العاملين، الذين عملوا لنهضة الإسلام والمسلمين، وإعلاء شأن العلم والدين، وكان شديد الغيرة على الإسلام، شديد الحميّة، قويّ الدفاع عن العقيدة الصحيحة وحرمات الدين، شديد الاشتغال بما ينفع الإسلام والمسلمين، قويّ الإفاضة على الطالبين المسترشدين، شديد الاتباع للسنّة، شديد المحبّة لله وللرسول.
تروى له كشف وكرامات، ووقائع في التأثير، واسع الصدر، سمح النفس، كثير التعاون مع أصحابه، كثير الاحتمال للآراء المختلفة، متصلّبا في الأصول والمحكمات، متوسّعا في الجزئيات والخلافيات.
كان ممدود القامة، مكتنز اللحم، أسمر اللون، عريض ما بين المنكبين، واسع الجبين، أسيل الوجه، له معرفة بالرياضات البدنية، يجيد السباحة، دائم البشر، واضح الصوت، له لحن شجيّ في قراءة القرآن، وقورا مهيبا، يحبّ النظافة والأناقة في كلّ شيء، لا يراه أحد في وصخ أو تبذّل، كثير الحياء، يحسب كلّ جليس أنه أحبّ إليه من غيره.
وكان إذا صلى الفجر جلس لأولاده وخاصّة أصحابه، ثم اشتغل بالذكر والتسبيح، ثم يتناول الشاي، ويحضره خواص ضيوفه، ثم يقبل على التأليف والتحرير، ثم يتناول الغداء، ويقيل.