كان يدرّس، ويشرح الأحكام الشرعية من القرآن والحديث آنفا قبل لحظات، خطّ الكرام الكاتبين تدريس "الهداية" على ورق بهائي من دفتر الأعمال له، لقيته ساعة الاحتضار، ووضع قدمه على آخرة الدار، يدرّس الكتب، ويشرح المسائل، ويلقى الأبحات العلمية، ويوجد مثاله في حشد السلف أيضًا.
كما كان عجز وقصرت همّته عن التردّد إلى الفصل الدراسى منذ عامين أو ثلاثة أعوام، لما احتالت عليه الأمراض، فأمر طلاب المجلدين الأخيرين من "الهداية"، وشرح معاني الآثار" للطحاوي بأن يقرءوا عليه في مسكنه، فقبل أن مات درس "الهداية" كعادته، وصام في اليوم التاسع والعاشر من محرم الحرام أذاعت إذاعة "باكستان" نعيه من الصباح إلى المساء غير مرة، وصلى شيخ الحديث الشيخ عبد الحق عليه بمئات من العُلماء والصلحاء والأساتذة والطلاب في الساعة الواحدة في الظهيرة بصحن دار العلوم، ثم صلّي عليه مرة ثانية في "سوات" في الساعة التاسعة صباح اليوم القادم الجمعة، فدفن ببلدته الأم "شالفين"، ووري قبيل صلاة الجمعة جثمانه، وهو كان أستاذا مثاليا وجامعا بين العلم والعمل، ومظهر الإخلاص والبساطة والخشونة في الحياة، وعطوفا شفوفا، كريما على الطلاب، وآية خالدة في حب دار العلوم، والاتصال بها، وغاية العلاقة والصلة بالعلوم النبوية، وخزينة قيّمة غالية في المعارف، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال الشيخ عبد الحق وصفا لأحواله وصفاته بألفاظ رقيقة للغاية في حفلة عزائية عقدت بمناستة رحلة الشيخ السواتي: كان غاية في الإخلاص والحبّ الصادق، عاش في دار العلوم عيش البساطة، والسذاجة، مع أساتذتها وطلابها، وكان ماهرا بارعا في تدريس الكتب من كلّ فن، له دراية تامة في الحديث، وقضى مدّة حياته متواضعا منكرا للذّات، وصل إليّ من الخير بأن