كان والده القاضي شهاب الدين أحمد بن القاضي شرف الدين موسى المارّ ذكر نسبه من أهل "حلب"، وبها ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة، ثم انتقل إلى "عينتاب"، هى على ثلاثة مراحل من "حلب"، وولي قضاءها، وبها ولد ولده البدر في السابع عشر من رمضان، سنة اثنتين وستين وسبعمائة، قاله ابن حجر، والسخاوي، أو في السادس والعشرين من رمضان، قاله أبو المحاسن.
وبها نشأ البدر العيني، وترعرع، واشتغل بالعلوم، وبرع.
وتفقّه على والده، وغيره، من شيوخ العلم في ولده، حتى ناب عن والده في القضاء مدّة، وباشره مباشرة جيّدة.
وارتحل إلى شواسع البلاد قبل وفاة والده وبعدها لطلب العلوم، وتنقّل في البلاد الحلبية، والشامية، والقدسية، وغيرها.
وحضر عند أكابر العُلماء بها، وتلقى منهم العلوم، وارتحل إلى "حلب" سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، وأخذ من أجلة شيوخها، ثم عاد إلى بلده، ولما توفي والده بـ"عين تاب" سنة أربع وثمانين وسبعمائة ارتحل البدر أيضًا إلى "بهنا"، ثم إلى "كختا"، و"ملطية"، وتلقى العلم عن شيوخها.
وسنذكر أسماء شيوخه، الذين أخذ عنهم العلوم، وما تلقّى منهم من الفنون، عند ذكر مشايخه، ثم حجّ البدر العيني سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ودخل البلاد الحجازية، وزار "بيت المقدس"، فلقى علامة الشرق علاء الدين على بن أحمد بن محمد السيرامي قادما للحجّ، واتصل به، فأخذ يصحبه، ويتلقى منه العلم، وصادف ذلك أوان طلب الملك الظاهر برقوق قدوم العُلماء إلى "مصر"، ليوليه تدريس المدرسة البرقوقية الكبري، التي كان أتم بناءها في هذا العام لما بلغه من علمه ودينه، فقدم البدر العيني بمعية شيخه العلاء المذكور في خدمته إلى "القاهرة"، وحضرا في حفلة افتتاح المدرسة