المذكورة، فألقى العلاء أول درس بها بمحضر السلطان والأمراء والأعيان، وتكلّم على قوله تعالى:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} بكلام، كأنه الدر المصون، فتاهت عقول الحاضرين في حسن معناه، وطيب مغناه.
وكان العلاء في عصره يعدّ ملك العُلماء في المعقول، كما يقوله القاضي نور الدين ابن الخطيب الجوهري في "تاريخه"، وخلع عليه الظاهر، وولاه تدريسها، وسكن بها البدر العيني، يلازم شيخه العلاء، ويخدمه، ويتلقّى العلوم منه من أكابر مشايخ العلم بـ"القاهرة"، حتى اكتمل البدر، وأتم هلاله، وتم في العلوم كماله.
أكابر شيوخ البدر العيني في العلوم:
وللبدر مشايخ كثيرة في العلوم، قد قام هو باستيفاء تراجم شيوخه في مجلّد، سماه "معجم الشيوخ"، فمن أجلّهم: الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي، سمع عليه "صحيح البخاري" بقراءة الشهاب أحمد بن محمد بن منصور الأشموني بقلعة الجبل بـ"القاهرية" سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، وبقراءة غيره. و"الإلمام في أحاديث الأحكام" للحافظ ابن دقيق العيد بروايته عن الشهاب أحمد بن أبي الفرج بن البابا عنه.
ومنهم: الحافظ سراج الدين البلقيني، سمع عليه مصنّفه "محاسن الاصطلاح"، و"تضمين مقدمة ابن الصلاح" بقراءة السراج قاري الهداية.
ومنهم: مسند الديار المصرية المحدّث الكبير تقي الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الدجوي، سمع عليه "صحيح البخاري"، و"مسلم"، و"سنن أبي داود"، و"الترمذي"، و"ابن ماجه"، و"النسائي"، والأصول الستة بأسرها، وسمع عليه أيضًا "مسند الدارمي"، و"مسند عبد بن حميد"، والثلث الأول من "مسند أحمد".
ومنهم: العلاء بن محمد بن عبد الكريم الفوي، يروي عنه "السنن الكبرى" للنسائي، وبعض "سنن الدارقطني"، و"التسهيل" لابن مالك.