للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بصغر سنه، سأله حين أحضره لإلباس خلعتها عن سنّه، فقال: سني أكبر من سن عتاب بن أسيد، يعني حين ولاه النبي "مكة"، ومن فلان، ومن فلان، فعدَّ جماعة، لم يفصح له بمقدار سنه، كما سبق مثله ليحيى بن أكثم، وسافر البدر صحبة السلطان إلى "حلب" سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، ومات الأشرف وهو قاض.

قال أبو المحاسن: باشر القضاء والحسبة، ونظر الأحباس معا مدّة طويلة بحرمة وافرة وعظمة زائدة بقربه من الملك وخصوصيه به، ولكونه ولي القضاء من غير سعى منه، وكان ينادم الملك الأشرف، ويبيت عنده في بعض الأحيان.

قال السخاوي: ولم يجتمع القضاء والحسبة ونظر الأحباس في أحد قبله فيما أظن. ا هـ. وقال أبو المحاسن: كان محظوظا عند الملوك إلا الملك الظاهر جقمق. ا هـ. لأنه مع كون مصر على أرغد عيش وأمن شامل في عهد حكمه أذى جماعة من العُلماء، كالبدر العيني، ثم الحافظ ابن حجر، وابن عربشاه، وغيرهم.

ثم صرف البدر عن القضاء بشيخ المذهب سعد الدين الديري سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة عن نظر الأحباس بالعلاء بن آقبرس في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وعمر مدرسة مجاورة لسكنه بالقرب من الأزهر الشريف بحارة "كتامة"، ووقف كتبه هنا لطلبة العلم، وقد نقلت البقية الباقية من كتبه إلى دار الكتب المصرية الكبرى حديثًا.

وتأخرت وفاته عن وفاة صاحبه ابن حجر بثلاث سنوات، وفي ليلة الثلاثاء رابع ذي الحجَّة سنة خمس وخمسين وثمانمائة. توفي البدر العيني، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وصلى عليه من الغد بالجامع الأزهر، ودفن بمدرسته، وكانت جنازته مشهودة، وكثر أسف الناس عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>