للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والكختاوي، وغيرهم من كتبه، ثم ما كتبه الناس فيهم يعلم مبلغ تحامله، سامحه الله.

لعلّ سبب ذلك أنه نشأ على الأدب وعلى معاناة المديح والهجاء، وعلى ذلك شبّ، ودرج، ولا تسل عما يجري إذا كان هناك شيء يمسّ بتعصّبه المذهبي.

ثم صار البدر من خصيصي الملك المؤيد، حتى إنه أرسله إلى بلاد "الروم" في مصلحة تتعلق به في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، لما استقرّ الملك الظاهر ططر في السلطنة زاد في إكرامه وإعلاء شأنه، لما بينهما من الصحبة قبل ذلك، ولما تسلطن الملك الأشرف برسباي صحبه، واختص به، وارتفعت منزلته عنده، بحيث صار يسامره، ويقرأ له التاريخ الذي جمعه باللغة العربية، ثم يفسّره له بالتركية لتقدّمه في اللغتين، ويعلمه أمور الدين، حتى حكي أن الأشرف كان يقول: لولا العيني لكان في إسلامنا شيء.

ولما مات شيخ المذهب السراج قاري الهداية شيخ الشيخونية، وسعى قاضي القضاة زين الدين التفهني في مشيختها مضافة إلى القضاء، وتعصّب معه أهلها، فأجيب لذلك، وبات على الصعود للبس الخلعة أضمر السلطان في نفسه، أخذ القضاء منه للبدر العيني، وبيَّت معه في تلك الليلة أن كبر غدا عمامتك، وأحضر بكرة من غير أن يفصح له بشيء، ففعل، فولاه قضاء القضاة عوضا عن التفهني في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثمانمائة، ومشيخة الشيخونية لا تجتمع مع القضاء على حسب شرط الواقف، وهو الذي نوه بابن الهمام عند الأشرف، حتى ولاه مشيخة الأشرفية الكبري، وسنّه دون ثلاثين سنة.

قال السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ": اتفق لشيخنا الكمال ابن الهمام حين خطبه الأشرف برسباي لمشيخة مدرسته، ونبز عنده

<<  <  ج: ص:  >  >>