للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتحدّث الناس أنه في قوله: بالعين قصد التورية، لتخدم في العين التي تصيب الأشياء، فتتلفها، وفي الشيخ بدر الدين محمود العينتابي، فإنه يقال له: العيني أيضًا، فقال المذكور يعارضه:

منارة كعروس الحسن إذ جليت … وهدمها بقضاء الله والقدر

قالوا أصيبت بعين قلت ذا غلط … ما آفة الهدم إلا خسة الحجر

يعرض بالشهاب ابن حجر، وكلّ منهما لم يصب الغرض، إذ كلّ منهما ليس له في المئذنة تعلق، حتى تخدم التورية.

قال الحافظ ابن حجر في "أنباء الغمر في أبناء العمر": إنه أنضد بيتيه في مجلس المؤيد، وكان العيني إذ ذاك شيخ الحديث بالمؤيدية، فأراد بعض الجلساء العبث بالشيخ بدر الدين العيني، فقال له: إن فلانًا عرض بك، فغضب، واستعان بمن نظم له بيتين، ونسبهما لنفسه، وهما للنواجي، لا بارك الله فيه. ا هـ. ملخّصا: وهذا قول ابن حجر في صاحبه حطا من مقداره، ورجما بالغيب، مع أن المقريزي جزم بأن البيتين للبدر العيني، كما سبق. وكذا غيره، ولا معنى لاستبعاد ابن حجر أن يكون البيتان من نظم البدر العيني، وقد أسلفنا عن السخاوي وغيره أن في شعره المقبول وغيره، لا يستعصي على صاحب طبقات الشعراء، مؤلف "شرح الشواهد الكبير والصغير"، و"شروح العروض" عمل هذين البيتين، وإن كان غالب شعره من قبيل شعر الفقهاء.

وابن حجر على جلالة مقداره في العلم له في تراجم معاصريه ومن تقدّمه من شيوخه، وغيره خطة عجيبة في التحامل، وقد أقرَّ بذلك عليه تلامذته المتحزبون له، فضلًا عن غيرهم، كسبطه في "النجوم الزاهرة في أخبار قضاة القاهرة"، والبرهان البقاعي، بل السخاوى وغيرهم، فمن راجع تراجم السراج البلقيني، وابن الملقّن، وابن خلدون، والمقريزي،

<<  <  ج: ص:  >  >>