للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمارة البرقوقية وباني الخان، المعروف باسمه عن وظيفته، وأمر بنفيه لما أنهاه عنه الحسدة من الفقهاء، كما يقوله أبو المحاسن، حتى شفع فيه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، فأعفاه من النفي، وأقام بـ"القاهرية" ملازما للاشتغال، ثم توجّه إلى بلاده، وعاد، وهو فقير مشهور الفضيلة، كما يقوله السخاوي، فتردَّد إلى الأكابر من الأمراء، كالأمير الجكم والأمير قلماطاي الدوادار والأمير تغري بردى القرومي وغيرهم، حتى توفي الملك الظاهر برقوق، وسعوا له في عهد الناصر فرج، فولي البدر العيني حسبة القاهرة لأول مرة في ذي الحجّة، سنة إحدى وثمانمائة، عوضا عن العلامة تقي الدين المقريزي، ولم تطل مدته.

ثم أعيد، ثم صرف بالمقريزي في سنة اثنتين وثمانمائة، ثم عزل المقريزي، وأعيد البدر، وطالت مدته، وحصل بينهما بعض جفاء.

قال العيني في ترجمة المقريزي: كان مشتغلا بكتابة التواريخ، وبضرب الرمل، تولي الحسبة بـ"القاهرة". في أيام الظاهر، ثم عزل بمسطره، ثم ولي مرة أخرى في أيام الدوادار الكبير سودون ابن أخت الظاهر، عوضا مسطره، وقد عزل نفسه بسبب ظلم سودون المذكور. ا هـ.

وولي البدر في الدولة الناصرية عدّة تداريس ووظائف دينية، واشتهر اسمه، وأفتي، ودرس، وأكبَّ على الاشتغال، والتصنيف إلى أن ولي في عهد الملك المؤيد شيخ وهو يوازي وزارة الأوقاف في عصرنا، وصار من أعيان الفقهاء الحنفية، وفوّض إليه المؤيد تدريس الحديث بالمؤيديّة أول ما فتحت سنة تسع عشرة وثمانمائة، وفي أواخرها مالت مئذنة الجامع المؤيدي على البرج الشمالي، وكادت تسقط، فهدمت، وبنيت من جديد، وذكر المقريزي في "خططه" أنه قال الحافظ ابن حجر في ذلك:

لجامع مولانا المؤيّد رونق … منارته بالحسن تزهو وبالزين

تقول وقد مالت عليهم تمهلوا … فليس على حسني أضرّ من العين

<<  <  ج: ص:  >  >>