للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يتنافسون في كسوتها وكم حصل بينهم من فتن في هذا السبيل، فهاجت القاهرة، وماجت، خوفا مما خبأه القدر وراء هذا الطلب، وتحير العُلماء في شأنه، فأصدر البدر العيني فتوي، بأن هذا النذر غير منعقد، ولا يجب الوفاء به.

قال القاضي نور الدين ابن الخطيب الجوهرى في تاريخه "نزهة النفوس": فانحلّ العقد، وزال الإشكال. ا هـ. قال أبو المحاسن: وله نثر ونظم، وليسا بقددر علمه. ا هـ.

وقال السخاوي: وله نظم كثير، فيه المقبول وغيره. ا هـ.

وقال السيوطي: ونظمه منحط للغاية. ا هـ. بل شعره من قبيل شعر الفقهاء، فيه ما يقبل، وما لا يقبل، فكأن الله عزّ وجلّ صان وجهه أن يتزلف إلى الأمراء بقصائد طنانة يأباها وقار العلم وشرفه، فلو كان في موضع الإجادة من الشعر لربما وقع فيما وقع فيه صاحبه، وكفى البدر فخرا ما يتقنه من العلوم، بحيث لا يجاري، بل قال ابن إياس في "تاريخه": وله شعر جيِّد، وفيه يقول بعضهم جامعا الفنون السبعة هذه الأبيات المواليا:

قوما لدوبيت قاضي قد زجل شيني … بكان وكان امتدح بين الورى زيني

وانقل موشح مواليا بلا ميني … فابحر الشعر مجراها من العيني. ا هـ.

وسيأتي أن له عدّة مؤلّفات في العروض، وطبقات الشعراء، والشواهد، ومثله من لا يجيد الإنشاء من اللغويين.

ما تقلده البدر العيني من الوظائف:

لما انتقل البدر العيني إلى "القاهرة" مع شيخه العلاء السيرامي سنة ثمان وثمانين وسبعمائة كما أسلفنا جعله الظاهر في عداد صوفية البرقوقية، فسكن بها ملازما لشيخه العلاء، ثم عينه في وظيفة الخدمة بها، لم يزل بالبرقوقية على وظيفته، إلى أن توفي شيخه العلاء، وحينذاك أخرجه الأمير الخليلي متولي

<<  <  ج: ص:  >  >>