جيدة، ومصنفاته كثيرة الفوائد، ولكلامه طلاوة، وكان جيد الخط، سريع الكتابة. قيل: إنه كتب "كتاب القدوري" في الفقه في ليلة واحدة في مبادي أمره، وكانت مسوداته مبيضة. ا هـ.
قال السخاوي في "التبر المسبوك": كان إماما عالما، علامة، حافظا للتاريخ واللغة، كثير الاستعمال لها، مشاركا في الفنون، لا يمل من المطالعة والكتابة، وصنّف الكثير، بحيث لا أعلم بعد شيخنا أكثر تصانيف منه، وقلمه أجود من تقريره، وكتابته طريفة حسنة مع السرعة، حتى استفيض عليه إنه كتب "القدورى" في ليلة واحدة، أخبرني شيخ المذهب وقاضيه العز الحنبلي أنه سمع ذلك منه. ا هـ.
قال أديب عصره الشمس محمد بن الحسن النواجي الشافعي في حقّه، وأجاد:
لقد حزت يا قاضي القضاة مناقبا … يقصر عنها منطقي وبياني
وأثنى عليك الناس شرقا ومغربا … فلا زلت محمودا بكل لسان
وكلّ من ترجمه من العُلماء المصنّفين وصفه بالإمامة، وسعة العلم، والبراعة، وفي سوق نصوصهم طول، وتكرير لما سبق، وقد ترجمه كلّ من كتب في تراجم الرجال من أهل عصره، وممن بعدهم ما بين بسط واختصار، كان البدر العيني آخر مرجع لحلّ المشكلات وكشف المعضلات، وعند فتواه تقف ملوك الإسلام في النوازل والمهمّات، كم خلص الدولة من شرور أحدقت بها بفتوى أصدرها.
ومن جملة ذلك: ما وقع له في عهد الملك الأشرف برسباى حين طلب ملك الشرق شاهرخ بن تيمورلنك الطاغية من الأشرف السماح له بأن يكسو الكعبة المعظمة وفاء لنذر نذره، ولا بدَّ، وكان أمر الكسوة إلى ملوك "مصر" من قديم، ولها أوقاف خاصة بـ"مصر"، كان ملوك الإسلام