للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستأنس من المطالعين في كتابه أنهم أصبحوا في غنية عن المضى في بسط ذلك، ويتوسع في طرائق استنباط الأحكام من الحديث، ويستنير منه فوائد ثمينة تحت عنوان يخصها، ويذكر لطائف الإسناد من علوّ ونزول مدني وشامي ونحوها، ويبسط في المسائل الخلافية تخريج الأحاديث المتعلقة بها على مذاهب فقهاءَ الأمصار بسطا وافيا، حسبما آتاه الله من بسطة في العلم والفهم، ويقارن بين الأدلة، ويحاكم بينها، ويسرد تحت عنوان الأسئلة والأجوبة مواضع الأخذ والرد من كتب الحديث، وينتقي من شروح من تقدمه مواطن العلم والفوائد أجمل انتقاء، مستقصيا في ذلك أكمل استقصاء.

والحاصل أنه شرح الأحاديث من جميع مناحيها، ووفي حق إيضاحها من كلّ نواحيها، فمن أراد ما يتعلق بالمنقول ظفر في شرحه بآماله، ومن أراد ما يمس بالمعقول فاز بكماله، وقد جعل كلّ ذلك تحت عناوين خاصة، ليسهل الكشف عنه، ولم يحشد إلى كتابه ما هو أجدر بكتب المصطلح مما ليس له كبير مساس بشرح الحديث، ولا يطيل بتخريج طرق الحديث عن كتب المستخرجات والأطراف المختصة بذلك، إلا ما يحتاج إليه في شرح الكتاب، أو ما يفيد ترجيح لفظ على لفظ في الروايات، ولا يفوته موضع الفائدة من ذلك، قلما يحيل بالمطالع إلى مواضع قد يتيه في تطلبها، حرصا على وقته الثمين، بخلاف صاحبه الشهاب ابن حجر، فإنه كثير الإحالة، وقد لا توجد الفائدة، حيث أحال، وخلو عن غالب ما سبق من مزايا شرح البدر.

ومما يزيد شرح العيني مزية على مزاياه أنه كان يطلع على شرح الشهاب ابن حجر جزءا فجزءا بواسطة البرهان بن خضر أحد أصحاب الشهاب، وينتقده في مواطن انتقاده على توافق بين الشرحين في النقول في بعض المواضع، لتوافق مراجعهما، وقد يظنّ بعضهم أن الثاني أخذ ذلك من الأول،

<<  <  ج: ص:  >  >>