للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لطيف المزاج، فكنا نسايره (١) في طلب الحديث، فإذا رأي صورة حسنة، قال هذا صحيح على شرط البخاري، فنظمت هذه الأبيات:

بدا كهلال العيد وقت طلوعه … وماس كغصن الخيزران المنعَّم (٢)

غزال رخيم الدال وافى مواصلا … موافقة منه على رغم لومي (٣)

مليح غريب الحسن أصبح مُعْلَما … بحمرة خدّ بالمحاسن معلِم

وقالوا على شرط البخاري قد أتى … فقلت على شرط البخاري ومسلم

فقال مولانا أنا البخاري: فمن مسلم؟

فقلت له: أنس البخاري، وأنا مسلم.

قال لنا شيخنا أبو حيان (٤): ويشبه هذه الحكاية ما جرى بين الحافظ أبي عمر بن عبد البر (٥) النمري والحافظ أبي محمد على بن أحمد اليزيدي (٦)، كانا يتسايران في سكة الحطّابين من "إشبيلية"، فاستقبلهما غلام وضيء الوجه، فقال أبو محمد: إن هذه لصورة حسنة، فقال أبو عمر: لعلّ ما تحت الثياب ليس هناك، فأنشد أبو محمد ارتجالا:

وذي عذل فيمن سباني حسنه … يطيل ملامى في الهوى ويقول

أفي حسن وجه لاح لم تر غيرَه … ولم تدر كيف الجسم أنت قتيل (٧)


(١) في بعض النسخ: "نساير".
(٢) في "الكتيبة" "ومال كغصن".
(٣) في الكتيبة الكامنة، والطبقات السنية "لوم".
(٤) الخبر والأبيات في الطبقات السنية، ونفح الطيب ٢: ٨٢، وذكر المقري أن ذلك في طوق الحمامة، وأشار محقّقه إلى أنه لم يرد فيه.
(٥) في بعض النسخ: "عبد الكريم".
(٦) هو ابن جزم الظاهري، واليزيدي نسبة إلى يزيد بن أبي سفيان بن حرب ولاء، انظر مقدمة تحقيق جمهرة أنساب العرب، صفحة ٥.
(٧) في بعض النسخ: "لم ير غيره، ولم يدر".

<<  <  ج: ص:  >  >>