للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت له أسرفتَ في اللوم عاذلي … وعندي ردّ لو أردت طويل (١)

ألم تر أني ظاهري وأنني … على ما بدا حتى يقوم دليل (٢)

قلت: على بن أحمد اليزيدي هذا هو الإمام علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، وقريب من هذا ما حكي عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي (٣) صاحب "التنبيه" (٤) أنه كان يساير أصحابه، فكان إذا مرَّ بهم غلام وضيء الوجه، لقول بعضهم لبعض: هذا شاهد، يسترون (٥) بذلك عن الشيخ، فعرفوا بعد ذلك أن الشيخ فطن بهم، فانتقلوا عن هذه اللفظة إلى قولهم: هذا حجَّة، فبعد ذلك كانوا في المسايرة مع الشيخ، فرأوا شخصا من بعيد، فظنّوه مليحا، فقال بعضهم لبعض: هذا حجَّة، فلمَّا قرب منهم إذا هو غير مليح، فالتفت الشيخ إليهم، وقال حجَّة داحضة، فقبَّلوا يده.

قال الإمام اللكنوي رحمه الله في "الفوائد" (ص ٢١١): طالعتُ "ضوء السراج"، وهو كتاب نفيس مشتمل على ذكر المذاهب المختلفة في المسائل، مع أدلتها، يدلّ على تبحّر مؤلفه في الفن، وله مختصر، مسمَّى بـ"المنهاج"، طالعته، وأرّخ الذهبي ولادته سنة ٦٤٤ هـ، حيث قال في "المعجم المختص": محمود بن أبي بكر بن أبي العلاء بن على الإمام المحدّث المتقن الفرضى البارع الفقيه الصالح أبو العلاء الكَلَاباذي البخاري الحنفي، ولد سنة أربع وأربعين وستمائة بمحلة "كلَاباذ"، وسمع


(١) في نفح الطيب:
"فقلت له: أسرفت في اللوم فاتئد … فعندي، رد لو أشاء طويل
(٢) في نفح الطيب "على ما أرى".
(٣) الخبر في الطبقات السنية.
(٤) في بعض النسخ: "النفيسة" خطأ.
(٥) في بعض النسخ: "يشيرون" تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>