وأربعمائة، وكتب إلى الديوان العزيز بـ"بغداد" كتابا، يذكر فيه ما فتح الله على يديه من بلاد "الهند"، فلقبه الإمام القادر بالله العباسى بـ"كهف الدولة والإسلام".
وقد جمع سيرته أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي الفاضل في كتابه المشهور بـ"تاريخ اليميني"، وذكر تاج الدين السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"، وأطال الكلام في مناقبه، وقال: إنه كان حنفيا، ثم انتقل إلى مذهب الشافعي في قصة صلاة القفّال، وذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني في كتابه "مغيث الخلق في اختيار الأحق" قصة صلاة القفّال بحضوره، وهي مشهورة، لا نطول الكلام بذكرها.
وذكر القاضي أحمد بن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان" ترجمته، فأجاد فيها، وذكر ابن الأثير في "الكامل" غزواته وفتوحاته مفصّلا، وأبو الفداء في تاريخه بالإجمال، وذكر خلق آخرون في كتبهم، وإني ذكرت شيئًا واسعا من فتوحاته وغزواته في "جنة المشرق".
وللسلطان مصنّفات، منها:"التفريد في الفروع" على مذهب أبي حنيفة، ذكره صاحب "كشف الظنون"، ونقل عن الإمام مسعود بن شيبة أن السلطان المذكور كان من أعيان الفقهاء، وكتابه هذا مشهور في بلاد "غزنة"، وهو في غاية الجودة، وكثرة المسائل، ولعله نحو ستين ألف مسئلة - انتهى.
وكان عاقلا ديّنا خيرا، عنده علم ومعرفة، وصنّف له العُلماء كثيرًا من الكتب في فنون العلم، وقصده أهل العلم من أقطار البلاد، وكان يكرمها، ويقبل عليهم، ويعظمهم، ويحسن إليهم، وكان عادلا، كثير الإحسان إلى رعيته والرفق بهم، كثير المعروف، كثير الغزوات، ملازما للجهاد، وفتوحه مشهورة، وفيه ما يستدل على بذل نفسه لله تعالى واهتمامه بالجهاد، ولم يكن فيه ما يعاب إلا أنه كان يتوصل إلى أخذ