والهدنة على مال يؤديه، فصالحه، ثم سار إلى "الهند" سنة أربع وأربعمائة، وقاتل الهنود أشد قتال، وغنم ما معهم من مال وفيلة وسلاح وغير ذلك، وسار إلى "الهند" سنة خمس وأربعمائة، وقصد "تهانيسر"، فهدم الكنائس، وكسر الأصنام، وأخذ الجواهر النفيسة والذهب والفضة وغيرها من الأموال الطائلة، وكذلك سار إلى "كشمير" سنة ست وأربعمائة، وحاصر قلعة لوه كوت، واضطرّ الناس ممن يلازمه من البرد والثلج إلى ترك المحاصرة، فرجع إلى "غزنة"، ثم سار سنة سبع وأربعمائة، ووصل إلى "قنوج"، وفتح ما حولها من الولايات الفسيحة، وبلغ إلى حصن "قنوج"، وكان حصينا منيعا، لا يكاد أن يفتح، ولكن الله ألقى الرعب في قلب صاحبها، فصالحته، ثم سار إلى "ميرته"، وملكها، ثم فتح "مهاون"، وفتح "متهرا" مولد كرشن، وهدم الكنائس، وكسر الأصنام، وأخذ الأموال الجليلة، وكذلك فتح قلاعا كثيرة.
وفي سنة تسع وأربعمائة احتشد، وجمع أكثر مما تقدم، وقصد "كالنجر"، وسلك مضائقها، وفتح مغالقها، وعبر نهر كنك، وجاس البلاد، وغنم الأموال، وأكثر القتل في الهنود والأسر، وفي سنة أربع عشرة وأربعمائة قصد "كالنجر"، وفتح قلعة "كواليار"، وفتح "كالنجر" على مال يؤديه صاحبها.
وفي سنة ست عشرة وأربعمائة قصد "الهند"، وسار إلى "سومنات"، وكانت بلدة كبيرة على ساحل البحر، فافتتحها عنوة، وكسر الصنم المعروف "سومنات"، وأحرق بعضه، وأخذ بعضه معه إلى "غزنة"، فجعله عتبة الجامع، وكان عنده سلسلة ذهب، فيها جرس، وزنها مائتا من، وعنده خزانة فيها عدة من الأصنام الذهبية والفضة، وقيمة ما في البيوت تزيد على عشرين ألف ألف دينار، فأخذ الجميع، ورجع إلى "غزنة" سنة سبع عشرة