للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحبّ أن يغزو "الهند" غزوة، تكون كفارة لما كان منه من قتال المسلمين في عنانه نحو "الهند" سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، فنزل على مدينة "بيشاور"، وقاتل جي بال وأسره، وغنم أموالا جليلة وجواهر نفيسة.

ثم سار نحو "يهند"، فأقام عليها محاصرا لها، حتى فتحها قهرا، وسير طائفة من عسكره إلى جماعة من "الهند"، اجتمعوا بشعاب تلك الجبال، فأوقعوا بهم، وأكثروا القتل فيهم، ولم ينج منهم إلا الشريد الفريد.

ثم غزا بـ"هاطية"، فقتل المقاتلة، وسبى الذرية، وأخذ الأموال، واستخلف بها من يعلم من أسلم من أهلها سنة خمس وتسعين.

ثم غزا "الملتان"، وقصد صاحبها أبا الفتح داود بن نصير بن حميد القرمطي الذي نقل عنه خبث اعتقاده، فسار نحوه سنة ست وتسعين، وأرسل إلى "آنندبال" يطلب إليه أن يأذن له في العبور ببلاده إلى "الملتان"، فلم يجبه إلى ذلك، فابتدأ به، ودخل في بلاده، وجاسها، وأكثر القتل فيها، ففرّ أنندبال إلى "كشمير"، فسار محمود نحو "الملتان"، فنازلها، وقاتل أهلها، حتى افتتحها عنوة.

وصالح أبا الفتح على أن يبعث إليه كلّ سنة عشرين ألف دينار، فرجع إلى "غزنة"، وسار نحو "الهند" سنة سبع وتسعين نحو سكهه بال، الذي ارتدّ عن الإسلام، فسار إليه مجدا، فحين قاربه فر الهندي من بين يديه، واستعاد محمود ولايته، وأعادها إلى حكم الإسلام، ورجع.

ثم استعدّ لغزوة آخرى سنة ثمان وتسعين، فسار نحو "الهند"، ووصل إلى "نغركوت" وملكها، وأخذ من الجواهر النفيسة ومن أواني الذهب والفضة والدراهم والدنانير ما لا يحد.

وسار نحو "الهند" سنة أربعمائة عازما على غزوها، فسار إليها، واخترقها، واستباحها، ولما رأى ملك "الهند" أنه لا قوة له به راسله في الصلح

<<  <  ج: ص:  >  >>