صرت نائبا في عدة بلاد، ولم أدر أن أحدا وضع لى نقطة يشير إلى سلامته من أدناس النيابات، ثم وضعت أنا نفسى نقطة، فصرت تائبا بعد أن كنت نائبا.
وحكى السيد الفاضل الأديب يحيى ابن عمر العسكرى الحموي، قال: كنت رحلت في إبان الصبا إلى "الروم"، كنت قليل الجدوي، فإذا احتجت إلى شئ من قسم المأكول، أخذته من عند أربابه، فيجتمع لهم في ذمتى حصة من المال، كنت أرد مورد الشيخ محمود الأسكداري، فيعطينى نفقة من عنده، فإذا أديت ما يكون على لا يبقى على ولا لي شئ، ويأتى المبلغ رأسا برأس، وله غير ذلك نوادر وأخبار.
ومن آثاره الشريفة: مجالس تفسير، كان يحررها قريبة التمام، وله الرسالة التى سماها "جامع الفضائل وقامع الرذائل"، وله رسائل كثيرة، وديوان شعر منظوم ومنثور، والهيات، وكلّ ذلك مشهور متداول عند "الروم"، وكانت وفاته في سنة ثمان وثلاثين وألف، ودفن بالتربة، التى أعدها لنفسه في جوار زاويته بـ"أسكدار"، واستقر مكانه بالزاوية خليفته الأستاذ الكامل النير الخير الصالح سميه الشيخ محمود الشهير بغفوري، وكان من العُلماء الكمل، وفضله وزهده أشهر من أن يذكر، وكان شاعرا مطبوعا، له شعر سائر، وولى الوعظ بجامع السلطان محمد، واعتقده جل الناس.
وبالجملة: فهو من خير صلحاء وقته، وكانت وفاته بعد السبعين وألف، ودفن بتربة شيخه بـ"أسكدار"، رحمهما الله تعالى.
قلت: من تصانيفه القيمة الكثيرة: "جامع الفضائل وقامع الرذائل"، و"مفتاح الصلاة ومرقاة النجاة"، و"خلاصة الأخبار في أحوال النبي المختار"، و"نجاة الغريق في الجمع والتفريق"، و"فتح الباب ورفع الحجاب". كذا في "المعجم" لعمر رضا كحالة.