للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(عودا إلى تتمة الترجمة). ولما أكمل الشيخ محمود الطريق على شيخه المذكور، ورد إلى "أسكدار"، واختار الإقامة بها.

ثم في جمادى الآخرة سنة اثنتين بعد الألف أعطى الوعظ والتذكير والتحديث والتفسير بجامع السلطان محمد بعد وفاة الشيخ معيد دده، وفى المحرم سنة سبع وألف زيد له من الوقف المزيور مائة عثمانى كلّ يوم، ولما أتم عمارة الجامع الذى بناه بزاويته التى بـ"أسكدار" اختار هو أن يكون خطيبا فيه، وتفرغ عن وعظ جامع السلطان محمد لبعد المسافة، وطلب وعظا بجامع مهروماه، الذى بـ"أسكدار" في يوم الخميس، فأعطيه، وكان يعظ به إلى أن مات.

ولما أتم السلطان أحمد جامعه في سنة ست وعشرين وألف فوض إليه في وعظا في نهار الاثنين، فكان يعظ فيه، وكان معتقدا للسلطان أحمد يعظمه كثيرًا، ولا يصدر إلا عن رأيه، ووقع له معه مكاشفات وحكايات تؤثر عنه.

فمن ذلك: ما يذكر أن السلطان ذهب هو وبعض خواصه إلى أحد المنتزهات بـ"أسكدار"، وطلب لحما مشويا، فجئ باللحم، وحفر له حفيرة، وشوى بحضرته، فلما أراد التناول منه حضر الشيخ محمود، ونهاه عن تناول شئ منه، وقال له: إنه كان بجنبه حية، وقد احترقت، وسرى سمها إلى اللحم، وأمر بإلقاء قطعة لحم إلى كلب هناك، فلما أكلها مات، ثم حفروا المكان، فرأوا آثار الحية كما أخبر.

وحكى أن السلطان كان عزل أحد وزرائه العظام، وأرسل ختم الوزارة إلى وزير، كان مقيما بـ"أسكدار"، فغرق الرسول، ومعه الخاتم، فلما بلغ السلطان ذلك توجه إلى الشيخ محمود، وذكر له الأمر، فكان جوابه أنه كشف السجادة، وناوله الخاتم من تحتها، ومن اللطائف التى تنقل عنه أنه قال له السلطان المذكور: بلغنى أنك صرت في ابتداء أمرك نائبا، فقال: نعم،

<<  <  ج: ص:  >  >>