الخطيب الطبيب، رئيس الأطبّاء، وخطيب الخطباء بـ"دمشق"، الشهير بالحكيم الأعرج، المشهور *
ذكره العلامة المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال ما نصه: قرأ في الفقه على الشيخ عبد الوهّاب خطيب الجامع الأموى، وفي الطب على أبيه، وفي القراءات والتجويد على الشهاب الطيبي، وولي إمامة المقصورة بالأموى سنين.
ثم فرغ عنها للشيخ ناصر الدين الرملى الآتي ذكره إن شاء الله تعالى، وولي خطابة الأموى شركة الشيخ يحيى البهنسي، ثم جاء بحكم سلطاني أن لا يخطب العيدين إلا هو، ثم تفرغ آخر الأمر عن الخطابة لشريكه الشيخ يحيى المذكور، وحج في سنة سبع وتسعين وتسعمائة، فأخذ عن عالم "مكة" الشهاب أحمد ابن حجر الهيتمى، وعن الشيخ عبد الرحمن ابن فهد، وغيرهما، ودرس بالخاتونية وبالحقمقية.
وكان يستلف أجور أوقافهما، وكان له تبذير وسوء تدبير في معيشته، وعلى كل حال فقد كان مذموم السيرة، معروفًا بالكبر والخيلاء، وكان يتجرأ على الفتوى، مع أنه كان يقصر عن رتبتها، ووقعت له محنة بسبب فتيا، انحرف عليه بسببها قاضي القضاة المولى مصطفى بن بستان، ورد عليه الفاضل أحمد بن إسكندر أحد جماعة القاضى المذكور في رسالة، قرظ عليها علماء ذلك الزمان، منهم: السيّد محمد بن خصيب، وتقدّم تقريظه، ومنهم: البوريني.
* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٤: ٣١٨ - ٣٢٠.