وقرأ عام ١٥٥ هـ كتب الفنون "التوضيح" و"التلويح" و"تفسير البيضاوي"، و"ديوان المتنبي"، و"مسلّم الثبوت"، و"تفسير المدارك"، و"ديوان الحماسة"، قد نشأت له العلاقة القلبية بالشيخ أشرف علي، والشيخ محمد زكريا أيام التحصيل في مظاهر العلوم، وبايع الشيخ التهانوي، ولكن حصلت له الإجازة من الشيخ ظفر أحمد التهانوي، والشيخ محمد زكريا الكاندهلوي، وكان هو أحد الرجال المبرّزين في سبيل السلوك والإرشاد والإحسان والتزكية في "بورما"، كما توجد حلقة كبيرة من مريديه اليوم في "بورما".
وبعد أن أكمل العلوم العالية عاد إلى وطنه الأم، وأنشأ مدرسة سماها الجامعة الإسلامية دار العلوم، يدرّس فيها إلى الصفّ النهائي على طريق المنهج النظامي، كان كثير الانشغال غير العادي في الخدمات الدينية والعلمية والملية، مما يدلّ عليه دلالة عابرة جميع شتى المناصب الجليلة، التي ظلّ يتولاها بسمعة طيبة، تمتع بها لفترة طويلة، حيث درّس، وأفاد، ووعظ، وذكر، وخطب الناس، ونهض بالخدمات الدينية والدعوية والتبليغية والملية، كما تولى مهام المسجد الجامع السني، وترأس مجلسه، وتعهّد الجامعة الإسلامية دار العلوم، وراقبها بالرعاية والاهتمام البالغ، وشغل منصب رئيس جمعية العلماء المركزية، ومنصب المفتي الأكبر لدار الإفتاء المركزية، التابعة لجمعية العلماء في "بورما"، قام بذلك كلّه بكلّ قوة ونشاط وبغاية الحزم والحيطة والذكاء والتيقّظ، بجانب ذلك كان أحد أعضاء مجلس رابطة العالم الإسلامى بـ"مكة المكرمة".
انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم ٥ صفر ١٣٢٤ هـ، تفيد مجلة "حق نواء احتشام" الشهرية بـ"كراتشي" توجّه إليه تحية تقدير: إنه كان رجلا عبقريا، يقوم بالنصح والنصيحة الصحيحة لمسلمى "بورما" المظلومين المنكوبين الملهوفين، ويطلع، وينبّه الدنيا، والعالم الإسلامي، على الأوضاع الخطرة