وصار له تعظيم وافر، واجتمع بشيخ الإسلام، إذ ذاك العلامة الكبير المولى فيض الله، ورفع المترجم عن أهالي "دمشق" مظالم عديدة.
وكان قوالًا بالحق، ناصرًا للشريعة، مسعفًا من ظلم، مساعدًا لأولي الحاجات غاية المساعدة.
ومن آثاره: بـ"دمشق" المدرسة المعروفة به، وكانت قبل ذلك خانًا، يسكنه الفسق والفجور، فأنقذه الله من الظلمات إلى النور، وشرط في كتاب وقفه أنه لا يسكنها أمرد، ولا متزوج، ولا شارب للتتن، وكذلك بنى مدرسة في داره بمحلة سوق صاروجا، وتعرف بالنقشبندية البرانية مع مسجد كذلك هناك، وكان كثير الصدقات، مسارعًا إلى القربات.
وله من التآليف:"المفردات القرآنية" في مجلدين تفسير للآيات، وجعله باللغات الثلاث، أولًا بالعربية، ثم بالفارسية، ثم بالتركية، وهو مشهور بين علماء "الروم" وغيرها، وله رسائل كثيرة في الطريقة النقشبندية، وتحريرات، ومكاتبات.
وكانت وفاته في "قسطنطينية" في ليلة الثلاثاء، ثاني عشر ربيع الثاني، سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، وصلي عليه في جامع أبي أيوب خالد الأنصاري، رضي الله عنه، ودفن في درسخانة المدرسة المعروفة في محلة نيشانجي باشا، ورثي بالقصائد الكثيرة العربية والتركية.
ومن ذلك ما رثاه تلميذه الشيخ أحمد المنيني مؤرخًا وفاته، حيث قال:
غوث البرايا مرشد العباد في … سنن السلوك إلى مناهج قربه
بحر الحقيقة والشريعة من سرت … أنواره في الأفق مسرى شهبه
إنسان عين الوقت كامله الذي … يمّ المعارف قطرة من سحبه