الجعفرية هداية المسلمين بقرية "كرهي" بمديرية "بستي"، وتلقّى الكتب العربية الابتدائية والمتوسّطة، ثم انتسب إلى جامعة مظاهر العلوم في شوال ١٣٦٠ هـ، وابتدأ العلم من المجلدين الأولين من "الهداية"، و"نور الأنوار"، و"مختصر المعاني"، وغيرها من الكتب، تدرّج في المراحل التعليمية، حتى أخذ الصحاح الستة، وتخرّج فيها في شعبان ١٣٦٣ هـ، قرأ المجلد الأول من "جامع الإمام البخاري"، و"سنن أبي داود" على الشيخ محمد زكريا، والمجلد الثاني من "البخاري" على الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" على الشيخ منظور أحمد خان، و"سنن الترمذي"، و"الشمائل"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن، و"سنن النسائي"، و"ابن ماجه"، و"موطأ الإمام مالك"، و"موطأ الإمام محمد" على الشيخ أسعد الله.
وبعد أن تخرّج فيها استقدمه الشيخ أبو الحسن علي الندوي، وولاه التدريس والإفادة، فدرّس فيها لسنين طوالا في حسن وإجادة، ثم عين مدير المكتبة فيها عام ١٣٧٢ هـ، فظلّ يقوم بمهمّاته فيها خير القيام إلى يوم حياته. له غاية الحبّ والعلاقة بهذه المكتبة، فكان يتفكر كل ساعة في سبل توسعتها وترقيتها وترويجها وتوفير الكتب الجديدة، والقياس أن الكتب يبلغ عددها أربعين ألفا حينما ولي إدارتها عام ١٣٧٢ هـ، وقد بلغت مائة ألف خمسا وعشرين ألفا حين توفي.
يقول الشيخ المفتي عتيق أحمد القاسمي البستوي، أستاذ دار العلوم ندوة العلماء لكنو في مقالته في حياته: وكان الشيخ من الفاضلين البارعين البارزين في مظاهر العلوم ذا جدارة وأهلية بليغة في الكتب الدراسية، قام بالتدريس في ندوة العلماء أولا، لكن المسؤولين عنها لما لمستهم حاجة ماسّة إليه وإلي خدماته في مكتبة ندوة العلماء، فتولى إدارتها ونظارتها دون وقف