يا من به كل الشدائد تفرج … وبذكره كل العوالم تلهج
وعليه أملاك السماء تنزلت … وبمدحه لله حقًا تعرج
وإليه ينهى كل راج سؤله … والسائلون على حماه عرجوا
يا قطب دائرة الوجود بأسره … يا من لعلياه البرايا قد لجوا
يا سيد السادات يا غوث الورى … يا من به ليل الحوادث أبلج
قد جئتكم أرجو الوفاء تكرمًا … لكنني للعفو منه أحوج
وحططت أحمال الرجاء لديكم … فعسكامو أن تنعموا أو تفرجوا
انتهى ما قاله السيد محمد كبريت في ترجمته.
(قلت): وكان الباعث له على تصنيف كتابه "نصر من الله" أن صاحب الترجمة كان نظم تاريخًا لمكان بناه شيخ الحرم المدني عبد الكريم المصاحب بـ "المدينة" ببئر ودي، ونظم له أبياتًا، وهى هذه:
بشراك يا من صار جار الكريم … طيب عيش أنت فيه مقيم
أصبحت في خدمة خير الورى … ترفل في روض جنان النعيم
بطيبة طابت لمن حلها … حديث ودي في هواها قديم
طوبى لمن أمسى مقيمًا بها … يلقى أهاليها بقلب سليم
مصاحب السلطان نلت المنى … بما ترجى من غفور رحيم
بنيت إيوانًا به قد سما … ببئر ودي للصديق الحميم
بغاية الأحكام تاريخه … مقعد أنس شاد عبد الكريم
وأراد بغاية الأحكام آخرها، وهو الميم على طريقة التعمية، وعدد الميم أربعون، فلما شاعت الأبيات وقف عليها فتح الله النحّاس الحلبي، فهزأ بها، وألف رسالة، سماها "التفتيش على خبالات درويش"، مضمونها الاعتراض على الأبيات، فألف السيّد محمد كتابه انتصارًا لصاحب الترجمة، فيه من غرائب الفوائد وفرائد القلائد، ما تقر به العيون، وتنشرح له الصدور.