العجلوني، وملا عبد الرحيم بن محمد الكابلي، وأجاز له الشيخ محمد بن محمد البديري الدمياطي، الشهير بابن الميت، وأخذ عنه المسلسل بالأولية.
ولازم الأستاذ الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، وقرأ عليه "التدبيرات الإلهية"، و "الفصوص"، و "عنقاء مغرب"، ثلاثتها للشيخ الأكبر، قدّس سرّه، وقرأ عليه مواضع متفرقة من "الفتوحات المكية"، وطرفًا من الفقه.
وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ عبد اللطيف بن حسام الدين الحلبي الخلوتي، ولقنه الأسماء، وعرفه حقيقة الفرق بين الاسم والمسمّى، وفي سنة تسع عشرة ومائة وألف سكن إيوان المدرسة الباذرائية، ونزل في حجرة بها بقصد الانفراد والاشتغال بالأذكار والأوراد، وأذن له شيخه المرقوم بالمبايعة والتخليف سنة عشرين إذنًا عامًا، فبايع في حياته، وكانت تلك أزهر أوقاته، وسمعه مرة يقول الجنيد لم يظفر طول عمره إلا بصاحب ونصف، فقال له: وكم ظفرتم أنتم بمن يوصف بالتمام، فقال له: أنت إن شاء الله، ثم إن شيخه المرقوم دعاه داعي الحق، فلبى.
ثم إن تلامذته توجهوا إلى صاحب الترجمة، واجتمعوا عليه، وجددوا، أخذ البيعة، فشاع خبره، وذاع أمره، وكثر جمع جماعته إلى سنة اثنين وعشرين، وفي تاسع عشر محرم، وهو يوم الخميس، توجّه من "دمشق الشام" إلى زيارة بيت المقدس، وهناك أخذ عنه جماعة الطريق، ونشر ألوية الأوراد والأذكار، وتوجّه إلى زيارة الإمام العارف سيّدي علي بن عليل العمري، وهو على ساحل البحر قرب أسكله يافا، فاتفق أنه اجتمع بالشيخ الإمام نجم الدين بن خير الدين الرملي، وكان أيضًا قادمًا بقصد الزيارة، فسمع عليه صاحب الترجمة أول "الموطأ" للإمام مالك بن أنس من