رواية الإمام محمد بن الحسن الشيباني بروايته له عن والده الخير الرملي بسنده المعلوم، وأجازه بباقيه وبجميع ما يجوز له روايته.
ثم عاد صاحب الترجمة بعد استيفاء غالب الزيارات إلى نبي الله السيّد موسى الكليم صلى الله على نبينا وعليه وسلم، وبعد حضوره لـ "لقدس" شرع في تصنيف ورد السحر، المسمّى بـ "الفتح القدسي" و"الكشف الأنسي" على ما هو مرتب من الحروف، وهو ورد، يقرأ في آخر الليل لكل مريد من تلاميذ طريقته، وأمر جماعته بقراءته، وقد اعترض عليه بعض المخذولين بأن ذلك بدعة في الطريق، فعرضه على الإمام الشيخ حسن ابن الشيخ علي قره باش في "أدرنة"، فأجاب بأنه لا بأس به، وحيث أنكم رأيتموه مناسبًا، فهو المناسب، ثم عاد إلى "دمشق" في شعبان من السنة المرقومة، وانتشرت طريقته، وخفقت في الإقليم الشامي ألويته، وهو فيما بين ذلك مشتغل بالتآليف والزيارات، نازلًا في المدرسة الباذرائية، كما تقدم، غير ملتفت إلى أحوال بني عمّه من حبّ الجاه والمناصب، واستقام على ذلك إلى سنة ست وعشرين.
ففي غرة شعبان منها هم على زيارة بيت المقدس، فتوجّه إليها، ونزل خلوة في المسجد الأقصى، وأقام هناك في إقامة الطريق والأذكار، ونشر العلم إلى شعبان، فعاد إلى "دمشق"، وأقام بها كذلك، ثم توجّه منها إلى "حلب" الشهباء، ومنها ذهب إلى "بغداد" إلى زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني قدّس سرّه، وأقام نحو شهرين، ثم رجع، وتوجّه إلى زيارة سيّدي إبراهيم بن أدهم.
ثم تنقل بعد ذلك للسياحة في البلاد الشامية لأجل زيارة من بها من الأولياء، ثم دخل بيت المقدس، وعمر به الخلوة التحتانية، وهي التي تنسب إليه، وبها تقام الأذكار والأوراد، ولها تعيين من خبز، وأكل على تكية